ثبوت المدح والوثاقة في الضعيف ، فأمعن النظر في المقام وإن طال زمام الكلام ، فنرجع إلى ما كنّا بصدده.
فنقول : وقال في الوجيزة : «محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ثقة»(١)ويظهر من بعض مكاتباته أنّه كان في الدرجة العالية من علوّ الشأن والجلالة ، وسموِّ القدر والنبالة ؛ فإنّه ذكر الشيخ الجليل الطبرسي في الاحتجاج : «وممّا خرج عن صاحب الزمان صلوات الله عليه من جوابات المسائل الفقهية أيضاً ممّا سأله محمّد بن عبد الله الحميري فيما كتب إليه وهو : بسم الله الرحمن الرحيم ، أطال الله بقاك ، وأدام الله عزّك وتأييدك وسعادتك وسلامتك ، وأتمّ نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك ، وجميل مواهبه لديك ، وفضله عندك ، وجعلني من السوء فداك وقدّمني قبلك.
الناس يتنافسون في الدرجات ، فمن قبلتموه كان مقبولاً ، ومن دفعتموه كان وضيعاً ، والخاسر من وضعتموه ونعوذ بالله من ذلك ، وببلدك أيّدك الله جماعة من الوجوه يتساوون في الدرجات ويتنافسون في المنزلة ، وورد أيّدك الله كتابك إلى جماعة منهم في أمر أمرتهم به من معاونة ...
وأخْرِج عليّاً بن محمّد بن الحسين بن الملك المعروف بملك بادوكة ـ وهو ختن (ص) ـ رحمه الله من بينهم ، فاغتمّ بذلك وسألتني أيّدك الله أن أعلّمك ما ناله من ذلك فإن كان من ذنب فاستغفر الله وإن يكن غير ذلك عرفته ما تسكن نفسه إليه إن شاء الله تعالى التوقيع : لم نكاتب إلاّ من كاتبنا.
وقد دعوتني أدام الله عزّك من تفضّلك ما أنت أهل أن تخيرني على العادةـوفي أخير هذه الكتابة ـ وتفضّل عليّ بدعاء جامع لي ولإخواني في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الوجيزة : ٣٠٦ / ١٦٩٥.