النوم ... إلى قوله : وكان يتولّى إلباس لباس الفتوّة ويعتزي إليه أهله ويحكم بينهم بما يراه فيطيعون أمره ويمتثلون مرسومه ، وهذا المنصب ميراث لآل مُعَيَّة من عهد الناصر لدين الله ، وقد كان بعض آل مُعَيَّة يعارض النقيب تاج الدين في ذلك ، وينقسم الناس بالعراق أحزاباً كلّ ينتمي إلى أحدهم ، فلمّا مات النقيب فخر الدين بن مُعَيَّة والنقيب نصير الدين بن قريش بن مُعَيَّة لم يبق له معارض ، ولم يكن عوام العراق ولا خواصّهم ليسلّموا ذلك الأمر إلى أحدمن غير آل مُعَيَّة مادام منهم أحد ، فكيف بالنقيب تاج الدين! وكان إليه إلباس خرقة التصوّف من غير منازع في ذلك لا يلبسها أحد غيره أو من يعزى إليه. فأمّا النسب فلم يمت حتّى أجمع نسّاب العراق على تلمذته والاستفادة منه ... إلى قوله : وتعداد فضائل النقيب تاج الدين محمّـد رحمه الله يحتاج إلى بسط لا يحتمله هذا المختصر».
وجاء في أمل الآمل(١) :
«السيّد تاج الدين أبو عبد الله محمّـد بن القاسم بن مُعَيَّة الحسني الديباجي ، فاضل ، عالم ، جليل القدر ، شاعر ، أديب ، يروي عنه الشهيد ، وذكر في بعض إجازاته أُنّه أعجوبة الزمان في جميع الفضائل والمآثر. وقال الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد : ورأيت خطّ هذا السيّد المعظّم بالإجازة لشيخنا الشهيد محمّـد بن مكّي وولديه محمّـد وعلي ولاُختهما أمّ الحسن فاطمة المدعوّة بستّ المشايخ ...».
وذكره صاحب لؤلؤة البحرين قائلاً(٢) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أمل الآمل ٢/٢٩٤.
(٢) لؤلؤة البحرين : ١٨٥.