الدّين بن طاوس والعلامة في النّهاية والمحدّث المجلسي في بعض رسائله إجماع الإماميّة على العمل بأخبار الآحاد المجرّدة عن القرائن القطعيّة مضافا إلى دعوى جماعة الإجماع على العمل بأخبار جماعة مخصوصين إلى غير ذلك ممّا سيأتي مستوفي وادعى بعض المحققين صراحة كلام الشّيخ في ديباجة الإستبصار وظهوره في ديباجة التهذيب في العمل بالأخبار المجرّدة عن القرائن القطعيّة وعلى الثّاني ما ذكره شيخنا البهائي في محكي مشرق الشّمسين من أن الصّحيح عند القدماء ما كان محفوفا بما يوجب ركون النفس إليه وقال المحدث الجزائري في كشف الأسرار الصّحيح في العصر الأوّل ما اعتضد بما يوجب الركون إليه كوجوده في كثير من الأصول الأربعمائة التي كانت معروفة عندهم أو تكرره في أصل أو أصلين منها فصاعدا بطرق مختلفة وأسانيد معتبرة أو وجوده في أصل معروف الانتساب إلى من أجمعوا على تصديقه كزرارة ومحمّد بن مسلم أو وجوده في كتاب عرض على الأئمة عليهمالسلام وأثنوا على مؤلّفه ككتاب عبيد الله الحلبي لمّا عرض على الصّادق عليهالسلام انتهى ويدل على ما ذكرناه أيضا من أنّ مسلك القدماء في باب الرّواية ملاحظة السّند واعتبار الظنّ أو الوثوق به دون القطع تراجم كثيرة في الرّجال قد أشار إليها عماد المحقّقين الوحيد البهبهاني في رسالته في الاجتهاد والأخبار ففي جعفر بن محمّد بن مالك قال النجاشي كان ضعيفا في الحديث قال أحمد بن الحسين كان يضع الحديث وضعا ويروي عن المجاهيل وسمعت من قال كان أيضا فاسد المذهب والرّواية ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري وقال الغضائري إنّه كان كذّابا متروك الحديث جملة وكان في مذهبه ارتفاع ويروي عن الضّعفاء والمجاهيل وكل عيوب الضّعفاء والمجاهيل مجتمعته فيه وفي إسحاق بن محمّد البصري عن العيّاشي سألته كتابا أنسخه فأخرج إليّ كتابا من أحاديث المفضّل في التفويض فلم أرغب فيه فأخرج إليّ أحاديث منتخبة من الثقات وفي أحمد بن محمّد بن خالد قال النجاشي والفهرست كان ثقة في نفسه يروي عن الضّعفاء واعتمد المراسيل وصنف كتبا المحاسن وغيرها وقد زيد في المحاسن ونقص وفي الخلاصة كوفي ثقة غير أنّه أكثر الرّواية عن الضّعفاء واعتمد المراسيل قال الغضائري طعن عليه القميون وليس الطعن فيه إنّما الطّعن فيمن يروي عنه فإنّه كان لا يبالي عمن أخذ على طريقة أهل الأخبار وكان أحمد بن محمّد بن عيسى أبعده عن قم ثمّ أعاده إليها واعتذر إليه وفي محمّد بن بحر الرهني في الكشي قال أبو عمر وحدّثني أبو الحسن محمّد بن بحر الكرماني الرّهني النرماشيري وكان من الغلاة الحنقين وفي زياد بن منذر في أصحاب الباقر وأصحاب الصادق والخلاصة كوفي تابعي زيدي أعمى إليه تنسب الجارودية وفي الفهرست كان ضعيفا وقال الغضائري حديثه في حديث أصحابنا أكثر منه في الزّيدية وأصحابنا يكرهون ما رواه محمّد بن سنان عنه ويعتمدون ما رواه محمّد بن أبي بكر الأرجني وفي عبد الله بن زيد الأنباري عن الزراري كنت أعرف أبا طالب أكثر عمره مختلطا بالواقفية ثمّ عاد إلى الإمامة وجفاة أصحابنا وكان حسن العبادة والخضوع والخشوع وكان أبو القاسم بن سهل العدل يقول ما رأيت رجلا أحسن عبادة منه إلى أن قال وكان أصحابنا البغداديون يرمونه بالارتفاع قال الحسين بن عبد الله وفد أبو طالب بغداد واجتهدت أن يمكنني أصحابنا من لقائه وأسمع منه فلم يفعلوا ذلك وفي عبد الله بن سنان قال النجاشي بعد ذكر كتبه روى هذه الكتب عنه جماعات من الناس لعظمه في الطّائفة وثقته وجلالته وفي علي بن الحسن بن فضال لم نعثر له على ذلّة ولا على ما يشينه وقل ما روى عن ضعيف وفي عبد الله بن محمّد البلوى كذّاب وضّاع للحديث لا يلتفت إلى حديثه ولا يعبأ به وفي عليّ بن الحسن الطّاطري قال الفهرست له كتب في الفقه رواها عن الرّجال الموثوق بهم وبرواياتهم فلأجل ذلك ذكرناها وفي عمر بن عبد الله عرضت هذين الحديثين على أحمد بن حمزة فقال أعرفهما ولا أحفظهما من رواهما لي وفي فضل بن حارث عن الكشي فدل هذا الخبر على أنّ الفضل مؤتمن في القول وفي محمّد بن أبي عمير ما تقدم سابقا وفي محمّد بن أرومة يظهر من الصّدوق وشيخه أنّهما لا يجوزان العمل بما ينفرد من جهة أنّه طعن عليه بالغلوّ ومثل هذا كثير وفي محمّد بن عبد الله بن المطلب أنّه وضاع كثير المناكير رأيت كتبه وفيها الأسانيد من دون والمتون عن دون الأسانيد وفي محمّد بن فرات ضعيف بن ضعيف لا يكتب حديثه وفي مياح في رجال النجاشي ضعيف جدّا له كتاب يعرف برسالة مياح طريقها أضعف منها وهو محمّد بن سنان وفي يونس بن ظبيان عن الكشي في سند حديث أن الهروي مجهول وفي علي بن حسكة أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى كتب إليه عليهالسلام في قوم يتكلمون ويقرءون أحاديث ينسبونها إليك وإلى آبائك تشمئزّ منها القلوب ولا يجوز لنا ردّها إن كانوا يروون عن آبائك ولا قبولها لما فيها إلى أن قال فإن رأيت تعين لنا وتمنّ علينا بما فيه السّلامة لمواليك ونجاتهم من الأقاويل الّتي تخرجهم إلى الهلاك وفي إبراهيم بن عبدة عن الكشي حكى بعض الثّقات أنّ أبا محمّد عليهالسلام كتب إلى إبراهيم وفي إبراهيم بن هاشم أنّه نشر حديث الكوفيين بقم إلى غير ذلك ممّا ساقوه في التّراجم بهذا المساق ويشهد بما قدّمناه أيضا إكثارهم الطّعن بقولهم يروي عن الضّعفاء ويعتمد المراسيل كما في أحمد بن محمّد بن خالد وأبيه محمّد بن خالد وإدريس بن زياد وإسماعيل بن مهران ومحمّد بن جمهور ومحمّد بن حسان ومحمّد بن عمر بن عبد العزيز ونضر بن أحمر إلى غير ذلك ويشهد به أيضا كثير من عباراتهم الدّائرة في ألسنتهم مثل يعرف وينكر وثقة في الحديث ومسكون إلى روايته ومعتمد عليه ولم يكن بذلك الثّقة في الحديث وأكثر عن الضّعفاء وحديثه يحسن ليس بذلك النقي ومتقنا لما يرويه ومسلم الحديث وأوثق النّاس في حديثه روى عن الثقات ورووا عنه وضعيف العقل مأمون في حديثه ويؤدي الحديث كما سمعه وبصير في الحديث والرّواية