ومن سورة الكافرون
مكّيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)
[٢] (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ). قالوا له : اعبد آلهتنا شهرا ، حتّى نعبد إلهك دهرا. واعبد آلهتنا يوما ، حتّى نعبد إلهك شهرا أو سنة. وأصل العبادة : التذلّل والخضوع للمعبود. أي : لا أعبد ما تعبدون في الحال.
[٣] (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) في الحال.
[٤] (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) في الماضي.
[٥] (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) في المستقبل.
[٦] (لَكُمْ دِينُكُمْ) : عبادتكم. (وَلِيَ دِينِ) : عبادتي. وقيل : إنّها منسوخة بآية القتال.
ومن سورة النّصر
مدنيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (٣)
[١] (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ) : نصر نبيّه على العرب. (وَالْفَتْحُ) : فتح مكّة. وقيل : نصره على أهل خيبر وكانت قبل فتح مكّة. وقيل : نزلت هذه السّورة بعد فتح الطّائف وعاش النبيّ صلىاللهعليهوآله بعد ذلك سنتين. وقيل : لمّا نزلت ، نعى نفسه إلى النّاس.
[٢] (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ). لأنّهم عند الفتح أذعنوا كلّهم له بالطّاعة طوعا وكرها واتّفقت كلمتهم. (أَفْواجاً) : جماعات ؛ جماعة بعد جماعة.
[٣] (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) : صلّ له واعبده. (وَاسْتَغْفِرْهُ) لأمّتك. (إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) : يتقبّل التوبة ممّن أخلص له فيها.
ومن سورة المسد
مكّيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)
[١] (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) : خسرت يداه وخسر. وكنيته أبو لهب ، لحسن وجنتيه وتلهّبهما. واسمه عبد العزّى. والعزّى صنم لهم. أراد أن يرمي النبيّ صلىاللهعليهوآله بحجر ، فيبست يداه.
[٢] (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) : ما أغنى عنه من عذاب الله شيئا.
[٣] (سَيَصْلى ناراً) فيشوى بها بعد إدخاله فيها. (ذاتَ لَهَبٍ) : اشتعال وتلهّب.
[٤] (وَامْرَأَتُهُ) : عمّة معاوية واسمها أمّ جميل. (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ). كانت تحمل النمائم إلى قومها في زمن رسول الله صلىاللهعليهوآله وتحطب عليه. وقيل : كانت تترك الحطب ذا الشّوك في طريقه لتؤذيه به.
[٥] (فِي جِيدِها) : في عنقها. (حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) : من ليف مفتّل ـ ممسود ؛ أي : مفتول ـ تقاد به إلى النّار. وقيل : هو السّلسلة الّتي ذكرها الله تعالى في سورة الحاقّة يدخل في فمه ويخرج من دبره ويلوى سائرها على جسده.