ومن سورة التّوحيد
مكّيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤)
[١] (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ). قالت جماعة من قريش ـ وقيل من اليهود ـ للنبيّ صلىاللهعليهوآله : صف لنا ربّك. فنزلت السّورة فتلاها عليهم.
[٢] (الصَّمَدُ) : الّذي يصمد إليه الخلق كلّهم ؛ أي : يقصده في حوائجهم. وقيل : الباقي بعد فناء الخلق. وقيل : السيّد الّذي كمل سؤدده. وقيل : الّذى ليس فوقه أحد.
[٤] (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ). الكفو والندّ : المثل. وخلافه الضّدّ.
ومن سورة الفلق
مدنيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥)
[١] (الْفَلَقِ) : الصبح إذا انفلق من الظّلمة. وقيل : سجن في جهنّم. وقيل : واد فيها. وقيل : الخلق كلّهم.
[٢] (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) : من شرّ كلّ ذي شرّ. وقيل : من شرّ الجنّ والإنس. وقيل : من شرّ إبليس وذرّيّته وأعوانه.
[٣] (غاسِقٍ إِذا وَقَبَ). هو اللّيل إذا أقبل بظلامه. وقيل : إذا أدبر. وقيل : القمر إذا دخل في غلافه فخسف. وقيل : الشّيطان إذا أقبل.
[٤] (النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) : السّواحر اللّاتي ينفثن في عقد الخيط إذا سحرن.
[٥] (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ). قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : نعوذ بالله من شرّ الحاسد وعينه. وروي أنّ العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر.
ومن سورة النّاس
مدنيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)
[١] (أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) : أمتنع بالله وألتجئ إليه. والربّ : المالك والمدبّر والسيّد والمصلح.
[٢] (مَلِكِ النَّاسِ) : مالك تدبيرهم. والفرق بين ملك ومالك أنّ صفة ملك تدلّ على تدبير من يشعر بالتدبير وهو العاقل ، وليس كذلك مالك. لأنّه يقال مالك الثوب ، ولا يقال ملكه ؛ ويقال ملك العراق ، ولا يقال مالكهم.
[٣] (إِلهِ النَّاسِ) : معبودهم المستحقّ للعبادة دون الأصنام والأوثان والآلهة. لأنّها لا تستحقّ إلّا بأصول النعم.
[٤] (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) : الشّيطان. وقيل : الشّيطان في صورة خنزير. وقيل : له خرطوم كخرطوم الكلب.
[٥] (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) ؛ وإذا ذكر الله خنس. وفي الأخبار عن الأئمّة الأطهار عليهمالسلام أنّ شيطانا يقال له الولهان يقعد بين أليتي المصلّي فينفخ بينهما فيظنّ المصلّي أنّه قد خرج منه ريح فيشكّكه ويثبّطه. فورد عنهم عليهمالسلام أنّه لا يلتفت المصلّي إلى ذلك إلّا أن يشمّ ريحا أو يسمع صوتا.
[٦] (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ). قيل : إنّه يوسوس في صدور الجنّ والإنس. وفي [المعوّذتين من] القلاقل خلاف بين المفسّرين والقرّاء هل هما من القرآن أو لا. والصّحيح أنّهما منه ؛ لقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(١) ؛ أي من الزيادة والنقصان والتغيير والتبديل.
__________________
(١) ـ الحجر (١٥) / ٩.