ومن سورة العصر
مكّيّة.
بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (١)
إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢)
إِلاَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا
بِالصَّبْرِ (٣)
[١]
(وَالْعَصْرِ). أقسم الله تعالى بصلاة العصر. وقيل : بالدّهر. وقيل :
بما تعصر السّحاب من الماء.
[٢]
(إِنَّ
الْإِنْسانَ) الكافر (لَفِي
خُسْرٍ) : غبن وخسران.
[٣]
(إِلَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ). قيل : محمّد صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام. وقيل : عامّ. (وَتَواصَوْا
بِالْحَقِّ) : بالقرآن. أي : كلّ واحد منهم يوصي الآخر. (وَتَواصَوْا
بِالصَّبْرِ) على البلاء ومصائب الدّنيا والتكليف والجهاد.
ومن سورة الهمزة
مكّيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١)
الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢)
يَحْسَبُ
أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣)
كَلاَّ
لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤)
وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥)
نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦)
الَّتِي
تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧)
إِنَّها
عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي
عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)
[١]
(وَيْلٌ) : واد في جهنّم. (لِكُلِّ
هُمَزَةٍ) : عيّاب مغتاب أكّال للحوم النّاس. (لُمَزَةٍ). كذلك.
[٢ ـ ٣] (الَّذِي جَمَعَ مالاً) ـ الآيتين. قيل : نزلت السورة في الوليد بن المغيرة
المخزوميّ. وقيل : في أخنس بن شريق المنافق كان يعيب النّاس مقبلين ويغتابهم
مدبرين. (وَعَدَّدَهُ) : أحصاه. وقيل : ادّخره ، فيكون من العدّة.
[٤]
(لَيُنْبَذَنَّ
فِي الْحُطَمَةِ) : ليطرحنّ. (فِي
الْحُطَمَةِ) : في النّار. لأنّها تحطم كلّ ما يقع فيها ؛ أي :
تأكله.
[٥]
(وَما
أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ). تهويلا وتعظيما لأمرها.
[٧]
(تَطَّلِعُ
عَلَى الْأَفْئِدَةِ) : تبلغ إليها ولا تأكل منها شيئا. وقيل : إنّها تأكل
اللّحوم والجلود دون العظام والقلوب ، فإذا بلغت إليها وقفت.
[٨]
(مُؤْصَدَةٌ) : مطبقة الأبواب.
[٩]
(فِي
عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) : مشدودة بأوتاد من حديد.
ومن سورة الفيل
مكّيّة.
بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ
بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١)
أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢)
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣)
تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤)
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)
[١]
(أَلَمْ
تَرَ) : ألم تعلم يا محمّد. (بِأَصْحابِ
الْفِيلِ) : أبرهة بن الصبّاح ملك الحبشة. قصد بجنوده البيت
الحرام ليخربه وينقل الحجر الأسود إلى كنيسة كان بناها ويصرف الحجّاج إليها. وكان
راكبا فيلا.
[٢]
(فِي
تَضْلِيلٍ) : في باطل.
[٣]
(طَيْراً
أَبابِيلَ). أرسل الله على أبرهة وجنوده جماعة طيور بعضهنّ في أثر
بعض. قيل : إنّها صعدت من البحر. واحدها إبّيل. وقيل : إبّول.
[٤]
(تَرْمِيهِمْ
بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) : صلبة شديدة الضّرب. وقيل : مخلوطة بطين ، يحمل كلّ
طير منها ثلاث حصيات ، واحدة في منقاره واثنتان في رجليه ، وكانت الحصاة تسقط على
هامة الرجل فتخرج من دبره فيخرّ ميّتا ، يقتل كلّ طائر منها ثلاثة رجال.
[٥]
(فَجَعَلَهُمْ
كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) : كورق الزرع الّذي أخرج منه الحبّ وبقي لا حبّ فيه.
قيل : صاروا كقشر الحنطة وكقشر الأرزّ المجوّف. وخرج أهل مكّة فغنموا أموالهم
وكراءهم وسلاحهم ودوابّهم ورحالهم ومتاعهم.