قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مختصر نهج البيان

    مختصر نهج البيان

    مختصر نهج البيان

    تحمیل

    مختصر نهج البيان

    302/604
    *

    قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٥) قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً (٧٦) فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً (٧٧) قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (٧٨) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (٧٩) وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً (٨٠) فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (٨١) وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (٨٢) وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (٨٣)

    [٧٧] (أَهْلَ قَرْيَةٍ) : أنطاكية. وقيل : أبلة. وقيل : الأيلة. (يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ) بهم بالسّقوط. (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً). وكان الجوع قد بلغ منهم.

    [٧٩] (فَكانَتْ لِمَساكِينَ) : قوم فقراء. (وَراءَهُمْ) : قدّامهم. (مَلِكٌ). هو الجلندي. (أَنْ أَعِيبَها) ، لئلّا يأخذها الملك.

    [٨٠] (يُرْهِقَهُما) : يكلّفهما ويحمّلهما.

    [٨١] (خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) : أطيب وأطهر تحبّبا ورحمة.

    [٨٢] (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ) : أصرم وصريم (١). (وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما). قيل : كان صحفا فيه علم. وقيل : مالا. وقيل : كان فيه : «أنا الله. لا إله إلّا أنا. عجبا لمن أيقن بالموت ، كيف يضحك! ولمن أيقن بالحساب ، كيف يفرح! ولمن أيقن بالقدر ، كيف يحذر!» وصلاح أبيهما [أنّه] كان ذا أمانة. (وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً). هو كاشح. وأمّهما دنيا. وقيل : رهبا (٢). والأب الصّالح الّذي حفظ كنزهما من أجله كان بينه وبينهما سبعة أجداد. وقيل : عشرة. (وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) ، بل بأمر الله. (ذلِكَ تَأْوِيلُ) ؛ أي : تفسير. (ما لَمْ تَسْطِعْ) ؛ أي : ما لم تطق.

    [٨٣] (ذِي الْقَرْنَيْنِ) : الإسكندر. سمّاه الملك الموكّل بجبل قاف ذا القرنين ، لأنّه سار ما بين المشرق والمغرب وما بين قرني الشّمس حتّى بلغ إلى الظّلمات. قيل : كان نبيّا. وقيل : عبدا صالحا. مات ببابل وله ستّ وثلاثون سنة. وملك أربع عشرة سنة.

    __________________

    (١) ـ النسخ : «أضرم وظريم».

    (٢) ـ ل : «وهبا».