ثبوته ووجوده في الذّهن والتصوّر ولا يخفى عليك انّ المعروض انّما هو المتصور اعني ما عرض له الوجود في الذّهن لا بلحاظ وجوده الذّهنى بحيث يكون الموجود في الخارج مغايرا له بل هما شيء واحد مختلف ظرفه فقد يكون الذّهن ويكون موجودا ذهنيا وقد يكون الخارج ويكون موجودا خارجيّا وبلحاظ هذا المعنى يتّصف في الخارج بذلك العرض بل كان الملحوظ في مقام العروض هو الشّيء الّذي يوجد في الخارج فالملحوظ في ظرف الذّهن نفس ما في الخارج عاريا عن الوجود وهو عين الخارج ولا محالة يكون اذا لوحظ كذلك ظرف وجوده الذّهن فيكون مغايرا للخارج من حيث الظّرف وهذا هو الذي صار منشأ للاشتباه فيتخيّل النّاظر انّ المعروض هو نفس الموجود الخارجي حتّى في ظرف الخارج وقد عرفت انّ المعروض هو الّذي تعلّق به الوجود الخارجى لكن لا في هذا الظّرف بل في ظرف وجوده الذّهني ولما كان وجوده الذّهني غير دخل له في المعروضيّة فلا محالة يكون ظرف الاتّصاف في الخارج وان كان له دخل كذلك فلا محالة يمتنع وجود المعروض في الخارج كوجود العرض ويكون ظرف العروض والاتّصاف هو الذّهن فقط فظهر ممّا ذكرنا انّ ما يصدر من المكلّف في الخارج ليس معروضا للحكم في هذا الظّرف بل يكون معروضا في ظرف آخر فهى ظرف العروض ليس متعلّق الأمر والنهى واحدا بل هما متغايران حقيقة كما هو واضح وانّما الاتّحاد في ظرف الاتّصاف وفيه ليسا بمتعلّقين للحكم كما عرفت وبتقريب آخر الطّلب معنى قائم بالأمر والمأمور والمأمور به ولأجله يتحقّق الطالب والمطلوب والمطلوب عنه فيكون قوامه بالمحال الثّلاثة كما لا يخفى لا كلام لنا فيما يتعلّق به من الأوّلين بل الكلام في الأخير وهو المأمور به فنقول ان طرف ربط الطّلب الّذي به قوام تحقّقه لا يكاد يكون الموجود الخارجى بعد اتّصافه بالوجود لأنّ اللّازم عليه تحقّق الطّلب بعد الاتّصاف بالوجود الخارجي والحال انّ بعد وجوده في الخارج ينتفى الطّلب ويسقط فلا يكون قائما بالطّالب ومتعلّقا بالمأمور فما هو علّة لانتفائه لا يكون مقتضيا لتحقّقه كما لا يخفى فطرف الرّبط ليس الوجود الخارجى فلا محاله يكون الذّهن والّا نفس تقرّره لو فرض انّ لها تقرّر نفس الأمري وان شئت قرب المطلب بنحو آخر عرفى بان تقول لا شبهة في انّ العرف محقّق في انّه يقال لمن اتى بالمامور به في الخارج انّه اتى بالمطلوب ومعنى الإتيان به في الخارج هو ايجاده ولا بدّ ان يكون متّصفا بالمطلوبيّة قبل ايجاده واتّصافه بالمطلوبيّة قبل وجوده في الخارج لا يكاد يكون الّا في ظرف الذّهن او ظرف آخر وكيف كان المقصود وهو عدم عروض الطّلب له بعد الوجود في الخارج يثبت به على ما هو ظاهر لأنّ في غير مرحلة الخارج ليس متّحدا لطبيعتان كما هو ظاهر فان قلت تعلّق الطّلب ان كان بالمتصوّر اى؟؟؟ بذاته فذلك هو الماهيّة من حيث هى هى وليس بهذا اللّحاظ الّا هى وغير قابلة لعروض الطّلب لها وان كان بلحاظ وجوده الذّهني اى بما هو متصوّر وموجود في الذّهن فبديهىّ البطلان اذ ليس متعلّق الأحكام