* الردّ على من أنكر المعراج(١).
* الردّ على المجبّرة وهم الذين زعموا أنّ الأفعال إنّما هي منسوبة إلى العبادمجازاً لا حقيقةً ، وإنّما حقيقتها لله لا للعباد ، وتأوّلوا في ذلك آيات من كتاب الله لم يعرفوا معناها ... وخالفهم فرقة أُخرى في قولهم ، فقالوا : إنّ الأفعال نحن نخلقها عند فعلنا لها ، وليس لله فيها صنع ولا مشيّة ولا إرادةويكون ما يشاء إبليس ولا يكون ما لا يشاء فضادّوا المجبّرة في قولهم وادّعوا أنّهم خلاّقون مع الله(٢).
ونختم كلامنا في هذا المجال بعبارة وردت فيها ألفاظ فلسفيّة استوردت في القرن الهجري الثاني ، وهي :
«أمّا الاحتجاج على من أنكر الحدوث مع ما تقدّم فهو أنّا رأينا هذا العالم المتحرّك متناهية أزمانة وأعيانه وحركاته وأكوانه وجميع ما فيه ، ووجدنا ما غاب عنّا من ذلك يلحقه النهاية ، ووجدنا العقل يتعلّق بما لا نهاية ، ولو لا نهاية ذلك لم يجد العقل دليلا يفرق ما بينهما ، ولم يكن لنا بدّ من إثبات ما لانهاية له معلوماً معقولا أبديّاً سرمديّاً ، ليس بمعلوم أنّه مقصور القوى ولامقدور ولا متجزّي ولا منقسم ، فوجب عند ذلك أن يكون ما لا يتناهى ؛ مثل ما يتناهى وإذ قد ثبت لنا ذلك فقد ثبت في عقولنا أنّ ما لا يتناهى هو القديم الأزلي ، وإذا ثبت شيء قديم وشيء محدث ، فقد استغنى القديم البارىء للأشياء عن المحدث الذي أنشأه وبرأه وأحدثه وصحّ عندنا بالحجّة العقليّة أنّه المحدث للأشياء».
ومن الفروق المهمّة في النصوص الثلاثة هي : أنّ النعماني ـ ظاهراً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تفسير القمّي ١ : ٥ و ٢٠ ، تفسير النعماني : ١٦٧.
(٢) تفسير القمّي ١ : ٥ و ٢٢ ، تفسير النعماني : ١٦٨ ـ ١٦٩.