(مبحث المشتق)
(الأمر الرابع عشر) اختلفوا على اقوال فى أن المشتق هل هو حقيقة فى خصوص المتلبس بالمبدإ فى الحال أو في الأعم من المتلبس به والمنقضى عنه بعد اتفاقهم على كونه مجازا فى خصوص من لم يتلبس بالمبدإ ولكنه سيتلبس به بعد وتنقيح البحث يستدعى تقديم مقدمات الاولى فى كيفية وضع المشتقات من جهة المادة والهيئة والبحث عنها يتم فى ضمن امور (الاول) ان وضع مادة المشتق كوضع هيئته وضع نوعى بخلاف وضع الجوامد فانه وضع شخصي لانها بمادتها وهيئتها معا موضوعة للدلالة على معنى واحد (توضيح ذلك) ان الحدث كالضرب وان كان له طور واحد من الوجود وهو وجود رابطى متحد مع الذات التي صدر منها ولكن بحسب الاعتبارات الذهنية له انحاء من الصور الذهنية التي يكون يكل صورة منها مفهوما خاصا لما يدل عليه من الالفاظ فان الحدث قد يلاحظ (تارة) بما انه شيء من الاشياء بلا ملاحظة انتسابه الى ذات ما وحينئذ تكون هذه الصورة مفهوم اسم المصدر (واخرى) يلاحظ منتسبا انتسابا ما اعني به كونه مهملا من جميع خصوصيات النسبة من حيث كونها قد تحققت او هي متحققة بالفعل او ستحقق فيما يأتي أو مطلوبة التحقق ونحو ذلك وحينئذ تكون هذه الصورة مفهوم المصدر (وثالثة) يلاحظ منتسبا الى ذات ما نسبة مشخصة من جهة ومهملة من جهة أخرى اعني انها مشخصة من حيث اتصاف ذات ما بذلك الحدث اما على نحو اتصاف فاعله به او على نحو اتصاف من وقع عليه به أو على نحو اتصاف ما فعل ذلك الحدث به أو على نحو اتصاف ما وقع فيه به الى غير ذلك من الخصوصيات التي تتشخص بها هذه النسبة وحينئذ تكون هذه الصورة مفهوم الاسم المشتق كاسم الفاعل والمفعول والآلة والمكان والزمان ونحو ذلك وان كانت هذه النسبة مهملة من حيث زمان وقوعها (ورابعة) يلاحظ الحدث مغايرا للذات ومنسوبا اليها نسبة تامة مشخصة من حيث زمان وقوعه (فتارة) تكون نسبة على نحو التحقق والوقوع كالنسبة التي يدل عليها الفعل الماضي (واخرى) تكون نسبة على نحو ترقب التحقق والوقوع كالنسبة التي يدل عليها الفعل المضارع «وثالثة» تكون نسبة علي نحو