تثنية ام جمعا بدال آخر اعني به علامة التثنية والجمع (ثانيهما) ان علامة التثنية والجمع موضوعة للدلالة على التعدد اما في مدخولها او في معنى مدخولها فاذا امتنع التعدد فى معنى مدخولها انحصرت دلالتها فى تعدد نفس مدخولها فمثل الأعلام حيث يمتنع التعدد فى معانيها انحصرت دلالة علامة التثنية والجمع الداخلة على احد الأعلام في الدلالة على تعدد نفس مدخولها اعني به لفظ العلم وحينئذ يكون مفهوم لفظ زيدين مثلا هي افادة التعدد فى لفظ زيد تثنية كان ام جمعا وليكن هذا التأويل هو معنى قولهم التثنية والجمع فى قوة تكرار لفظ المفرد.
(ثم لا يخفى) ان المستفاد من اللغة والعربية وغيرها حسب الاستقراء ان التثنية والجمع قد وضعا للدلالة على فردين او اكثر من فردين من طبيعي معنى مفردهما لا للدلالة على فردين او اكثر من فردين ولو من طبيعتين او من طبائع شتى* فاذا اتضح ما اشرنا اليه* فاعلم ان استعمال التثنية والجمع فى اكثر من معنى كالمفرد يكون على نحوين* احدهما* ان يكون استعمالهما فى كل من المعاني بلحاظ يخصه* وثانيهما* ان يكون استعمالهما في اكثر من معنى بلحاظ واحد* أما النحو الاول* فلا يجوز استعمالهما فى اكثر من معنى عقلا ووضعا أما عقلا فلاستلزام الاستعمال بهذا النحو لاجتماع لحاظين أو لحاظات متعددة فى واحد شخصا كاستعمال المفرد واما عدم جوازه وضعا فلما عرفت من كون المستفاد من اللغة هو ان وضع التثنية والجمع للدلالة على فردين او اكثر من فردين من طبيعة واحدة* وأما النحو الثاني* فيجوز استعمالهما فى اكثر من معنى عقلا لما عرفت من اقتدار النفس على جمع المعاني المتباينة فى لحاظ واحد فضلا عن غير المتباينة كما هو الشأن في استعمال لفظ التثنية والجمع فى معانيهما واما وضعا فلا يجوز لما عرفت من وضع التثنية والجمع للدلالة على المتعدد من افراد طبيعة واحدة وحديث كون التثنية والجمع في قوة تكرار لفظ المفرد لا يجدي فى المقام بعد ما عرفت من كون وضع التثنية والجمع للدلالة على المتعدد من افراد طبيعة واحدة فظهر من جميع ذلك فساد التفصيل المتقدم بكلا نحويه.