(ومنفصلة) اي لا يمكن اجتماعها في محل واحد(كالضدين) مثل البياض والسواد فان لفظهما متغايران ومعناهما متغايران ايضا واجتماعهما في شيء واحد محال (وان تكثرت الالفاظ واتحد المعنى) مثل غضنفر واسد وليث فانها متباينة لفظا لكن معناها واحد(فهي مترادفة) اي فيقال لها الفاظ مترادفة(وان) كان بالعكس بان (تكثرت المعاني واتّحد اللّفظ) لكن (من وضع واحد) والمراد من الوضع الواحد هو ما لم ينظر فيه الى الوضع الاول حتى من جهة عدم المناسبة بان كان كل وضع انفراديا وابتدائيا واستقلاليا فعلى هذا المعنى لا ينافي قولهم المشترك ما وضع باوضاع متعددة(فهو المشترك) كلفظ العين فان لفظها واحد ومعانيها كثيرة مثل الذهب والفضة والجارية والباصرة الى غير ذلك (وان اختص الوضع) اي الوضع الابتدائي والانفرادي والاستقلالي (بأحدها) اي باحد المعانى مثل لفظ اسد فان معانيه كثيرة منها الحيوان المفترس والرجل الشجاع لكن لم يوضع اللفظ لكل منهما بل وضع لاحدهما اعني الحيوان المفترس (ثم استعمل في الباقي) اعني في الرجل الشجاع لكن (من غير ان يغلب فيه) اي في المعنى الثاني (فهي الحقيقة) بالنسبة الى المعنى الاول (والمجاز) بالنسبة الى المعنى الثاني (وان) اختص الوضع باحدها ايضا واستعمل في الباقي و (غلب) اي هجر وترك معنى الاول (وكان) هذا(الاستعمال بالمناسبة) للمعنى الاول (فهو المنقول اللغوي) ان كان الناقل من اهل اللغة كلفظ الغائط فانه اسم للارض المنخفضة وقد جعل اسما للحدث المعروف ثم لا يخفى ان المثال بالمنقول اللغوي مجرد فرض ولم يثبت