وأما آية : ((١) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) فقد أجاب عنها الطيبى بأنها من باب التكرير لإفادة أمر زائد ، بدليل تكرير ذكر الرب فيما قبله من قوله : ((٢) سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ). ووجهه الإطناب فى تنزيهه سبحانه عن نسبة الولد إليه. وشرط القاعدة ألّا يقصد التكرير.
وقد ذكر الشيخ بهاء الدين فى آخر كلامه : أن المراد بذكر الاسم مرتين كونه مذكورا فى كلام واحد أو كلامين بينهما تواصل بأن يكون أحدهما معطوفا على الآخر ، أوله به تعلّق ظاهر وتناسب واضح ، وأن يكون من متكلم واحد ، ودفع بذلك إيراد آية القتال ؛ لأن الأول فيها محكّى عن قول السائل ، والثانى محكّى من كلام النبى صلىاللهعليهوسلم.
قاعدة
فى الإفراد والجمع
من ذلك السماء والأرض : حيث وقع فى القرآن ذكر الأرض فإنها مفردة ولم تجمع بخلاف السموات ، لثقل جمعها وهو أرضون ؛ ولهذا لما أريد ذكر جميع الأرض قال : (وَمِنَ الْأَرْضِ (٣) مِثْلَهُنَّ). وأما السماء فذكرت تارة بصيغة الجمع ، وتارة بصيغة الإفراد لنكتة تليق بذلك المحلّ ، كما [٣٢١ ب] أوضحته فى أسرار التنزيل. والحاصل أنه حيث أريد العدد أتى بصيغة الجمع الدالة على سعة العظمة ؛ نحو : ((٤) سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ) ؛ أى جميع
__________________
(١) الزخرف : ٨٤
(٢) الزخرف : ٨٢
(٣) الطلاق : ١٢
(٤) الصف : ١.