وكلّ أسماء الأجناس يجوز فيها التذكير والتأنيث حملا على الجماعة ؛ كقوله : ((١) أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ). و (أَعْجازُ نَخْلٍ (٢) مُنْقَعِرٍ) ، ((٣) إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا). وقرئ : تشابهت. ((٤) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ). ((٥) إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ). وجعل منه بعضهم : ((٦) جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ). ((٧) وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً).
وقد سئل : ما الفرق بين قوله : ((٨) فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ). وقوله : ((٩) فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ)؟
وأجيب بأنّ ذلك لوجهين : لفظى ، وهو كثرة حروف الفاصل فى الثانى ، والحذف مع كثرة الحواجز أكثر.
ومعنوىّ ، وهو أن (مَنْ) فى قوله : (مَنْ حَقَّتْ) راجعة إلى الجماعة ، وهى مؤنثة لفظا ، بدليل : ((٨) وَلَقَدْ بَعَثْنا) فى كلّ أمة رسولا ، ثم قال : ((٨) وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ) : أى من تلك الأمم ، ولو قال : ضلّت لتعيّنت التاء ، والكلامان واحد ؛ وإذا كان معناهما واحدا كان إثبات التاء أحسن من تركها ، لأنها ثابتة فيما هو من معناه.
وأما : (فَرِيقاً هَدى ...) الآية فالفريق مذكّر ، ولو قال : فريقا ضلّوا لكان بغير تاء ، وقوله : (حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) فى معناه ، فجاء بغير تاء ؛ وهذا
__________________
(١) الحاقة : ٧
(٢) القمر : ٢٠
(٣) البقرة : ٧٠
(٤) المزمل : ١٨
(٥) الانفطار : ١
(٦) يونس : ٢٢
(٧) الأنبياء : ٨١
(٨) النحل : ٣٦
(٩) الأعراف : ٣٠