بالثواب الجزيل (وَجَزاهُمْ
بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً). وفى حال الطاعة ـ الإخلاص ، ويجازيك بالقبول : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا
لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ
أَحَداً). وفى حال المعصية التوبة والرجوع إليه ، ويجازيك
بالمغفرة.
فمن ادّعى
محبّته تعالى وهو غير ممتثل لأمره فهو كاذب فى دعواه ، غير مدرك ما يتمنّاه. وهذه
دعوى اليهود والنصارى وهم مخالفون فى أمره ؛ فإياك والتشبّه بهم ؛ فالتشبّه بأهل
الخير فلاح.
وإذا كان
سبحانه يسأل الصادقين عن صدقهم فكيف بمن لم يعمل ، وقد قالوا : عمل بلا إخلاص
كحقيقة بلا روح ؛ فلا تكثروا العمل بالبهرج ، غدير صاف أنفع من خليج كدر. ما أشبه حجر المها بالجوهر ، لكن بين الثمنين بون بعيد. ربح المرائى منتن
يشين القلوب الصافية.
(فَافْرُقْ بَيْنَنا
وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) : هو من الفرقة. وقيل من الفصل ؛ أى افصل بيننا وبينهم
بحكم.
(فَإِنَّها
مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً) : قد قدمنا أنّ الله حرّم على بنى إسرائيل الأرض
المقدّسة أربعين سنة ، مدة عبادتهم العجل ، حتى مات كلّ من قال : إنا لن ندخلها ؛
ولم يدخلها أحد من ذلك الجيل إلا يوشع وكلاب ، ومات هارون فى التّيه ، ومات موسى بعده فى التّيه
أيضا. وقيل
__________________