قائمة الکتاب
إعدادات
معترك الأقران في إعجاز القرآن [ ج ٣ ]
معترك الأقران في إعجاز القرآن [ ج ٣ ]
المؤلف :جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الفكر العربي
الصفحات :747
تحمیل
بالثواب الجزيل ((١) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً). وفى حال الطاعة ـ الإخلاص ، ويجازيك بالقبول (٢) : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً). وفى حال المعصية التوبة والرجوع إليه ، ويجازيك بالمغفرة.
فمن ادّعى محبّته تعالى وهو غير ممتثل لأمره فهو كاذب فى دعواه ، غير مدرك ما يتمنّاه. وهذه دعوى اليهود والنصارى وهم مخالفون فى أمره ؛ فإياك والتشبّه بهم ؛ فالتشبّه بأهل الخير فلاح.
وإذا كان سبحانه يسأل الصادقين عن صدقهم فكيف بمن لم يعمل ، وقد قالوا : عمل بلا إخلاص كحقيقة بلا روح ؛ فلا تكثروا العمل بالبهرج (٣) ، غدير صاف أنفع من خليج كدر. ما أشبه حجر المها (٤) بالجوهر ، لكن بين الثمنين بون بعيد. ربح المرائى منتن يشين القلوب الصافية.
(فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ)(٥) : هو من الفرقة. وقيل من الفصل ؛ أى افصل بيننا وبينهم بحكم.
(فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً)(٦) : قد قدمنا أنّ الله حرّم على بنى إسرائيل الأرض المقدّسة أربعين سنة ، مدة عبادتهم العجل ، حتى مات كلّ من قال : إنا لن ندخلها ؛ ولم يدخلها أحد من ذلك الجيل إلا يوشع وكلاب (٧) ، ومات هارون فى التّيه ، ومات موسى بعده فى التّيه أيضا. وقيل
__________________
(١) الإنسان : ١٢
(٢) الكهف : ١١٠
(٣) البهرج : الباطل والردىء (القاموس).
(٤) المهاة : البلورة ، والجمع مها ومهوات (القاموس).
(٥) المائدة : ٢٥
(٦) المائدة : ٢٦
(٧) فى القرطبى (٦ ـ ١٣٠) وكالب.