الحبال والعصىّ هى أنها حشوها بالزئبق ، وأوقدوا تحتها نارا ، وغطّوا النار لئلا يراها الناس ، ثم وضعوا عليها الحبال والعصىّ. وقيل جعلوها معرضة للشمس ، فلما أحس الزئبق بحرّ النار أو الشمس سال وهو فى حشو الحبال والعصى فحملها ، فيخيّل للناس أنّها تمشى. فألقى موسى عصاه فصارت ثعبانا ابتلعت ذلك كلّه.
((١) يَبَساً) : أى يابسا ، وهو مصدر وصف به ، وإنما كان يابسا ليستطيعوا المرور عليه ويسرعوا (٢) فيه ، فيذهب روعهم من لحوق فرعون لهم. وأعظم من ذلك أنّ الله فتح لهم فى البحر طاقات ليرى من فى هذا الطريق من فى هذا ، فيتأنّسون [٣٠٤ ا] لأنها كانت اثنى عشر طريقا ، فسبحان من لا يعجزه شىء.
((٣) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) : يعنى عشر ليال. والضمير يعود على أهل القيامة فيسرّ بعضهم إلى بعض ويقول : هل لبثتم إلا يوما. وقيل : يعنى المكث فى القبور. والذى قال : إن لبثتم إلا يوما أعلمهم بقلة المكث فيها. وفى الحقيقة فالدنيا والمكث فى القبور كلمح البصر أو هو أقرب ، ولذلك يقول تعالى فى آية أخرى : ((٤) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ). فإنّا لله وإنا إليه راجعون على غفلتنا على ما يراد بنا. الدنيا كلّها ساعة ، وليس لك منها إلا النّفس الذى أنت فيه ، إذ كم من تنفّس نفسا ففجأه الموت قبل النفس الآخر. وسيظهر لك تحقيق ذلك إذا انجلى الغبار.
__________________
(١) طه : ٧٧
(٢) فى الأصلين : ويسرعون.
(٣) طه : ١٠٣
(٤) الأحقاف : ٣٥