وخلق فى قلوب بعضنا الخوف منه ، وفى قلوب آخرين الطمع فيه ، والفرق بين إرادة الخوف وبين الخوف أنك تريد من زيد أن يخاف منك ولا تقدر على إيقاع ذلك به. الزمخشرى يخاف المطر من يضرّه كالمسافر ، ومن فى جرينه التمر والزّبيب ، ومن له بيت يقطر عليه ، ومن البلاد من يتضرّر أهلها بالمطر كأهل مصر ، فإنه يفسد عليهم أبنيتهم ونزول المطر فيها قليل جدا.
((١) يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ. لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى) : انظر هل تارك الصلاة مستجيب لنطقه بالشهادتين والظاهر أنه مستجيب بالشهادتين فقط لا مطلقا.
((٢) يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) ؛ أى يختارونها على الآخرة. والضمير عائد على الكفر ، ومن تشبّه بهم فى فعلهم يخاف عليه من للحوق بهم فى حبّه للدنيا وتفضيلها على الآخرة.
((٣) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) : الضمير يعود على من أدخل النار ، يعنى أنه يتكلف جرعه ، وتصعب عليه إساغته ، يعنى بلعه ، ونفى «كاد» يقتضى وقوع الإساغة بعد جهد.
((٤) يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) : قرئ بفتح النون وكسرها ، وهما لغتان. وفى هذه الآية دليل على تحريم القنوط ، ووصف القانط فى هذه الآية بالضلال ، وفى سورة يوسف بالكفر ؛ وكلاهما بمعنى واحد ؛ لأن سببه تكذيب الربوبية ، وجهل بصفات الله وقدرته ، وما ذا يزيد فى ملكه أو ينقص تعذيب الخلق كلّهم أو رحمتهم.
__________________
(١) الرعد : ١٧ ، ١٨
(٢) إبراهيم : ٣
(٣) إبراهيم : ١٧
(٤) الحجر : ٥٦