مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ). وهذه لعدم دخول الليالى فيها.
(تَواصَوْا (١) بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) ؛ أى وصى بعضهم بعضا بالصبر على قضاء الله ورحمة المساكين وغيرهم من المخلوقات. وفى هذه الآية إشارة إلى صبر المسلمين على إذاية الكفار : وعلى هذا فهى منسوخة بآية السيف. والظاهر أنها عامة بالتحذير من الانزعاج والصبر على من أوذى من المسلمين ، ورحمتهم بالدعاء لهم بالهداية والتوفيق.
(وَالشَّمْسِ (٢) وَضُحاها) : بالفتح والمد (٣) ارتفاع الضوء وكماله إلى الزوال ، وقيل الضحى النهار كلّه ، والأول هو المعروف فى اللغة.
(وَالْقَمَرِ (٤) إِذا تَلاها) ؛ أى تبعها ، والضمير للشمس ، واتباعه لها بكثرة ضوئه ، لأنه أضوأ الكواكب بعد الشمس ولا سيما ليلة البدر ، أو يتبعها فى فى طلوعه ؛ لأنه يطلع بعد غروبها ، وذلك فى النصف الأول من الشهر ، أو يتبعها فى أخذه من نورها ؛ لقوله تعالى (٥) : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً). وقد صح أن جبريل مسحها فأذهب بعض ضوئها ، وبهذا احتجت الشمس بتفضيلها على القمر.
(وَالنَّهارِ (٦) إِذا جَلَّاها) ؛ أى كشفها وأظهرها ، وضمير المفعول للشمس ، وضمير الفاعل للنهار ؛ لأن الشمس تنجلى بالنهار ، فكأنه هو جلّاها. وقيل ضمير الفاعل لله. وقيل : الضمير المفعول للظلمة أو للأرض أو للدنيا ، وهذا كله بعيد ، لأنه لم يتقدم ما يعود الضمير إليه.
__________________
(١) البلد : ١٧
(٢) الشمس : ١
(٣) أى؟؟؟؟
(٤) الشمس : ٢
(٥) الإسراء : ١٢
(٦) الشمس : ٣