قائمة الکتاب
إعدادات
معترك الأقران في إعجاز القرآن [ ج ٣ ]
معترك الأقران في إعجاز القرآن [ ج ٣ ]
المؤلف :جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الفكر العربي
الصفحات :747
تحمیل
(وَالْقَمَرِ (١) إِذَا اتَّسَقَ) ؛ أى امتلأ نوره ، مشتق من الوسق.
(وَيَتَجَنَّبُهَا (٢) الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى) : الضمير عائد على النار : يعنى أنّ من تنفعه الذكرى وتؤثّر فيه لا تحرقه النار الكبرى ، وسماها بذلك بالنظر إلى نار الدنيا وقيل بالنظر إلى غيرها من نار جهنم ؛ فإنها تتفاضل بالنظر إلى من فيها ، وكلا القولين صحيح ، إلا أن الأوّل أظهر للحديث : ناركم هذه التى توقد جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ونزلت الآية فى الوليد ابن المغيرة ، أو عتبة بن ربيعة ، وضمير المفعول للذكرى.
(وَالْفَجْرِ (٣). وَلَيالٍ عَشْرٍ) : أقسم الله بهذه المخلوقات ، وقد أكثر علماؤنا رضى الله عنهم الأقوال فيها ؛ فقيل : إن الفجر الصبح [٢٩٦ ا] ، وقيل بانفجار الماء من أصابع نبينا ومولانا محمد صلىاللهعليهوسلم ، وقيل بانفجار الصخرة ، وإخراج الناقة لقوم صالح ، وقيل بانفجار دموع العاصين ، وقيل بانفجار الموتى من القبور ، وقيل بانفجار الملائكة من السماء فى قوله (٤) : (يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) وقيل بانفجار المعرفة من قلوب المطيعين ، لقوله (٥) : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) ، وانفجار المعصية من قلوب العاصين ، لقوله تعالى : (يَجْعَلْ (٦) صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ). وكذلك الليالى العشر ؛ قيل : هى الليالى العشر من أول ذى الحجة ، وقيل أوائل المحرم ، وقيل أوائل رمضان ، وقيل العشر المذكورة فى قوله تعالى : (وَأَتْمَمْناها (٧) بِعَشْرٍ). وقيل بالعشر الآيات المذكورة فى قوله تعالى : (فَأْتُوا (٨) بِعَشْرِ سُوَرٍ
__________________
(١) الانشقاق : ١٨
(٢) الأعلى : ١١ ، ١٢
(٣) الفجر : ١ ، ٢
(٤) الفرقان : ٢٥
(٥) الزمر : ٢٢
(٦) الأنعام : ١٢٥
(٧) الأعراف : ١٤٢
(٨) هود : ١٣