(واجِفَةٌ)(١) : شديدة الاضطراب. والوجيف والوجيب بمعنى واحد. وارتفع (قُلُوبٌ) (٢) بالابتداء وواجفة خبره. وقال الزمخشرى : واجفة صفة والخبر (أَبْصارُها خاشِعَةٌ).
(وَأَذِنَتْ (٣) لِرَبِّها وَحُقَّتْ) : هذه الآية مخبرة أنّ السموات فى انقيادها لله حين يريد انشقاقها تفعل فعل المطواع الذي إذا ورد عليه الأمر من جهة المطاع أنصت له وأذعن ولم يمتنع ؛ كقوله : (أَتَيْنا (٤) طائِعِينَ) ؛ فجميع المخلوقات منقادة لخالقها إلا نحن ؛ قال تعالى : أوحيت إلى البحر أن انفلق لموسى ، فبات يضطرب من خوفى تلك الليلة ، وأنتم خاطبتكم بكلامى وأمرتكم بأوامرى فلم تمتثلوا ، قلوبكم كالحجارة أو أشدّ قسوة.
فإن قلت : ما فائدة تكرير هذه الآية فى هذه السورة؟
فالجواب : إن كلّ واحد من الإخبارين معقباته غير ما أخبر به الآخر ؛ فالأول إخبار عن السماء فى طاعتها وانقيادها ، والآخر إخبار عن الأرض بمثل ذلك ، وإن كلّ واحدة منهما سمعت وانقادت فانفطرت السماء وتشقّقت ، وانتشرت نجومها ، وانقادت وأزيلت الجبال عن الأرض فامتدّت والقت ما تحمله من الأموات ، وغير ذلك مما استودعته من المعادن والكنوز ، وتخلّت عنها سامعة مطيعة ، وإن كان الإخبار الأول عن السماء والآخر عن الأرض فلا تكرار.
(وَاللَّيْلِ (٥) وَما وَسَقَ) : أقسم الله بالليل وما جمع فيه لأنه يضمّ الأشياء ويسترها بظلامه. ومنه الوسق (٦).
__________________
(١) النازعات : ٨
(٢) النازعات : ٨
(٣) الانشقاق : ٥
(٤) فصلت : ١١
(٥) الانشقاق : ١٧
(٦) الوسق : حمل البعير.