أكرمك الله يا محمدىّ بسحر كلّ ليلة تناجى فيها ربّك ، فقم على قدم الاعتذار كاشف رأس الافتقار ، مخاطبا بلسان المقرّ والاضطرار ، ملقيا عن ظهرك حمل السيئات والأوزار ، مقنّعا بقناع الرجاء والندم والاستغفار : إن لم تغفر لى فمن يغفر لى ، إن لم تتب علىّ فمن يتوب على؟ إن لم ترحمنى فمن يرحمنى إذا غضبت علىّ؟ ومن يأوينى إذا أعرضت عنى؟ أنت العزيز ، وأنا الذليل ، أنت الغنىّ وأنا الفقير ، أنت القوىّ وأنا الضعيف ، وعزّتك ما يزيد فى خزانتك ما منعتنى ، ولا ينقص منها ما أعطيتنى ، إن تعف عنى فأنت أهل لذلك ، وإن تعاقبنى فبما قدمت يداى ، وما أنت بظلام للعبيد. فيا أكرم من أقرّ له بذنب ، ويا أعزّ من خضع له بذل ، بكرمك أقررت لك بذنوبى ، بعزّتك خضعت لك بذلّى ، فلك المنّة علىّ يا من قلّ له شكرى فلم يحرمنى ، ويا من قل له صبرى فلم يخذلنى ، ويا من تقوّيت بنعمته على المعاصى فلم يعاقبنى ، ويا من رآنى على الخطايا فلم يفضحنى ؛ أقل عثرتى بجاه نبيك الكريم عليك صلىاللهعليهوسلم.
(وَقِيلِهِ (١) يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ) : هذا الضمير عائد عليه صلىاللهعليهوسلم. وقرئ [٢٩٤ ب] بالخفض والنصب فى السبع ؛ فأما الخفض فهو معطوف على لفظ (السَّاعَةِ)(٢). ويحتمل أن يكون معطوفا على قوله : (بِالْحَقِ) (٣). وأما النصب فهو معطوف على : (سِرَّهُمْ (٤) وَنَجْواهُمْ). وقيل هو معطوف على موضع الساعة ، لأنها مفعول أضيف إلى المصدر وقيل معطوف على مفعول : (يَكْتُبُونَ) (٥) وهو محذوف تقديره يكتبون أقوالهم ،
__________________
(١) الزخرف : ٨٨
(٢) الزخرف : ٨٥
(٣) الزخرف : ٨٦
(٤) الزخرف : ٨٠
(٥) الزخرف : ٨٠