يكون على يد موسى ، أولا يشعرون أنّ الذى دلّت على إرضاعه أخته.
(وكزه) (١) ؛ أى ضربه بأطراف الأصابع. وقيل بجمع الكف فقتله ، ولم يرد أن يقتله ، لكن وافقت وكزته الأجل.
فإن قلت : لم يعمل عملا يوجب له الاستغفار منه ، لأن المقتول كافر.
فالجواب أنّ الله لم يأذن له فى قتله ، ألا تراه يقول يوم القيامة : قتلت نفسا لم آذن بقتلها.
(وَلَقَدْ (٢) وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) : الضمير لقريش. وقيل لليهود. والأول أظهر ؛ لأن الكلام من أوله معهم. والعموم أحسن لهم ولغيرهم ممّن يأتى بعدهم ، يعنى بلّغنا لهم القرآن ؛ وبيّنّا لهم الحلال والحرام ، ووعظناهم بحكاية من تقدم من الأمم ، لعلهم يتذكرون. وهذا مثل قوله : ((٣) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ). فكيف يكون للعاصى حجة مع هذه المواعظ والحر من العبيد تكفيه الملامة.
(وَأَكْثَرُ (٤) جَمْعاً) : معطوف على الهلاك. يعنى من يرى إهلاك من كان أشدّ منه قوة وأكثر [٢٩٢ ب] جمعا للمال كيف يغترّ بالدنيا وهذا حالها! نشاهد إهلاك قوم بعد قوم ، ولا نرعوى عن قبيح ، ولا نزد جر من رذيلة.
(وَلا (٥) يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) : يحتمل أن يكون متصلا بما قبله ، والضمير فى ذنوبهم يعود على الأمم المتقدمة ، والمجرمون من بعدهم ؛ أى
__________________
(١) القصص : ١٥ : فوكزه.
(٢) القصص : ٥١
(٣) الذاريات : ٥٥
(٤) القصص : ٧٨
(٥) القصص : ٧٨