من سوء». «(١) حاشا لله ما هذا بشرا». لا فعل ولا حرف ، بدليل قراءة بعضهم حاشا بالتنوين ، كما يقال براءة من الله. وقراءة ابن مسعود : «حاش الله» ، بالإضافة ، كمعاذ الله ، وسبحان الله ، ودخولها على اللام فى قراءة السبعة ، والجار لا يدخل على الجار. وإنما ترك التنوين فى قراءتهم لبنائها ؛ لشبهها بحاش الحرفية لفظا.
وزعم [قوم أنها اسم فعل معناه : أتبرأ وتبرأت لبنائها. ورد بإعرابها فى بعض اللغات.
وزعم](٢) المبرد وابن جنى أنها فعل ، وأن المعنى فى الآية جانب يوسف المعصية لأجل الله. وهذا التأويل لا يتأتى فى الآية الأخرى.
وقال الفارسى : حاشا فعل من الحشى ؛ وهو الناحية ؛ أى صار فى ناحية ؛ أى بعد مما رمى به وتنحّى عنه فلم يغشه ولم يلابسه ، ولم يقع فى القرآن حاشا الاستثنائية.
(حَتَّى) : حرف لانتهاء الغاية ، كإلى ؛ لكن يفترقان فى أمور ؛ فتنفرد حتى بأنها لا تجر إلا الظاهر ، وإلا الآخر (٣) المسبوق بذى أجزاء أو الملاق له ، نحو (٤) : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
وأنها لإفادة تقضى [١١٦ ا] الفعل قبلها شيئا فشيئا.
وأنها لا يقابل بها ابتداء الغاية.
__________________
(١) يوسف : ٣١
(٢) من الإتقان.
(٣) فى المغنى : والشرط الثانى خاص بالمسبوق بذى أجزاء ، وهو أن يكون المجرور آخرا ، نحو أكلت السمكة حتى رأسها ، أو ملاقيا لآخر جزء ، نحو : سلام هي ..
(٤) القدر : ٥