البقرة إذ ذاك بثلاثة دنانير ، وكانوا طلبوا البقرة التى أمرهم الله بذبحها أربعين سنة.
(عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِ (١)) : قد قدمنا أن اسمه الكودن (٢) ؛ وهو القوىّ المارد من الشياطين ، والفاء فيه زائدة. قال ابن عباس : هو صخر الجنى. وقال ابن زيد : استدعاه ليريه القدرة التى هى من عند الله.
وروى أن هذا العرش الذى أمر سليمان بمجيئه كان من فضة وذهب مرصّعا باليواقيت والجوهر ، وأنه كان فى جوفه سبع بيوت عليها سبعة أغلاق.
قال ابن عباس : كان سليمان مهيبا لا يبدأ بشيء حتى يكون هو الذى يسأل عنه ، فرأى ذات يوم رهجا (٣) قريبا منه ؛ فقال : ما هذا؟ فقالوا له : بلقيس. فقال (٤) : (أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها ...) الآية؟ فقال له العفريت : أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك. وكان يجلس مجلس الحكم من الصباح إلى الظهر ، فقال الذى عنده علم من الكتاب ـ وهو آصف (٥) بن برخيا ، وكان رجلا صالحا من بنى إسرائيل ، كان يعلم اسم الله الأعظم. وقيل هو الخضر ، وقيل جبريل. والأول أشهر : أنا آتيك به ـ فى الموضعين ـ يحتمل أن يكون فعلا مستقلا ، واسم فاعل ـ قبل أن يرتدّ إليك طرفك ؛ أى قبل أن تغمض بصرك إذا نظرت إلى شىء. فدعا باسم الله العظيم الأعظم ، وهو : يا حىّ ، يا قيّوم ، يا إلهنا ، وإله كل شىء ، إلها واحدا ، لا إله إلا أنت. وقيل : يا ذا الجلال والإكرام. فشقّت الأرض بالعرش حتى نبع بين يدى سليمان.
__________________
(١) النمل : ٣٩
(٢) والقرطبى : ١٣ ـ ٢٠٣
(٣) الرهج : الغبار.
(٤) النمل : ٣٨
(٥) كاتب سليمان (القاموس).