أى قوّينا. وقيل العزيز العديم المثل. وأما قوله تعالى (١) : (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ). فعزيز صفة للرسول ، وما عنتّم فاعل بعزيز ، وما مصدرية. أو ما عنتّم مبتدأ وعزيز خبر مقدّم. والجملة فى موضع الصفة.
والمعنى أنه يشقّ عليه صلىاللهعليهوسلم عنتكم وما يضرّكم فى دينكم ودنياكم ؛ يقال عزّه يعزه عزّا إذا غلبه. ومنه قولهم : من عزّ بز ؛ أى من غلب سلب.
(عَدْنٍ (٢)) : هى أعظم مدن الجنة. وقيل هو اسم علم على الإقامة.
(عاصِمٍ) : مانع ؛ ومنه قوله تعالى (٣) : (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ). وتحتمل الآية أربعة أوجه :
أحدها ـ أن يكون عاصم اسم فاعل ، ومن رحم كذلك بمعنى الراحم. فالمعنى لا عاصم إلا الراحم ؛ وهو الله تعالى.
والثانى ـ أن يكون عاصم بمعنى العصمة ؛ أى معصوم ، ومن رحم بمعنى مفعول ، أى من رحمهالله. فالمعنى لا معصوم إلا من رحمهالله ، فالاستثناء على هذين الوجهين متّصل.
والثالث ـ أن يكون عاصم فاعل ، ومن رحم بمعنى المفعول ، والمعنى لا عاصم من أمر الله لكن من رحمه [٢٠٩ ا] الله فهو المعصوم.
والرابع ـ عكسه ، والاستثناء على هذين منقطع.
(عَذابٌ يُخْزِيهِ (٤)) : هو الغرق ، والعذاب المقيم (٥) عذاب النار.
__________________
(١) التوبة : ١٢٨
(٢) التوبة : ٧٢
(٣) هود : ٤٣
(٤) هود : ٣٩
(٥) فى الآية نفسها : ويحل عليه عذاب مقيم.