ولما خرج إبراهيم خروج أدب ، فقال : إنى ذاهب إلى ربى سيهدين فألبسته لباس الخلّة ، وبردت عليه النار ؛ كذلك عبدى الصالح يخرج من بطنه خروج أدب ، فأنعم عليه بالعلم والمعرفة ، وأبرد عليه نيران الكفرة ، ولكن الله حبّب إليكم الإيمان ... الآية.
[١٩٩ ا] وكما أن موسى خرج خروج هرب خائفا يترقّب ، كذلك العبد يخرج من الدنيا خروج من يهرب من الشيطان كيوم يسمعون الصيحة بالحق.
وكما آنست موسى بابنة شعيب فى دار غربة ، كذلك أو نسك فى القبر وأريك مقامك من الجنة.
وكما أن لوطا خرج خروج طرب ، فسرى بأهله ، كذلك العبد يخرج من القبر خروج طرب ؛ لأنه يخرج لإيمانه الذى كان يرتجيه ولحفظته الذين كانوا يؤنسونه ؛ وكما أنجيت لوطا وقومه من العذاب كذلك أنجى المؤمنين وأعذّب الكافرين.
(نَكِيرِ (١)) : مصدر بمعنى الإنكار.
(نَبِّئْ عِبادِي ... (٢)) الآية فيها ترجية وتخويف ، وقد قدمنا سر الغفور الرحيم ، والعذاب الأليم ؛ فرجاء الخلق إلى نفسه ، وخوفهم من عذابه.
(نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا (٣)) ؛ أى حظّك فيها.
واختلف ما المراد بهذا الحظّ؟ فقيل : حظّه منها ما يعمل فيها من الخير ؛ فالكلام على هذا وعظ. وقيل التمتّع بها مع عمله للآخرة ؛ فهو على هذا إباحة للتمتع بالدنيا لئلا ينفر عن قبول الموعظة. ومنه الحديث :
__________________
(١) الحج : ٤٤
(٢) الحجر : ٤٩
(٣) القصص : ٧٧