(مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (١)) ؛ أى إنما بعثت يا محمد لتنذر بها ، وليس عليك الإخبار بوقتها ، وخصّ الإنذار [١٩١ ب] بمن يخشاها لأنه هو الذى ينفعه الإنذار.
(مُسْفِرَةٌ. ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٢)) : أى مضيئة من السرور ، وهو من قولك : أسفر الصبح إذا أضاء.
(مطففين (٣)) : التطفيف فى اللغة هو البخس والنّقص ، فسره بذلك الزمخشرى (٤) ؛ واختاره ابن عطية.
وقيل : هو تجاوز الحدّ فى زيادة أو نقصان. واختاره ابن الفرس ؛ وهو أظهر ؛ لأن المراد به بخس حقوق الناس فى المكيال والميزان بأن يزيد الإنسان على حقه ، أو ينقص من حق غيره.
وسبب نزول السورة أنه كان بالمدينة رجل يقال له أبو جهينة له مكيالان ؛ يأخذ بالأوفى ، ويعطى بالأنقص ؛ فالسورة على هذا مدنية. وقيل : إنها مكية ؛ لذكر أساطير الأولين. وقيل نزل بعضها بمكة وأنزل أمر التطفيف بالمدينة ؛ إذ كانوا أشد الناس فسادا فى هذا المعنى فأصلحهم الله.
(مُؤْصَدَةٌ (٥)) : مغلقة مطبقة ، يقال : أوصدت الباب إذا أغلقته. وفيه لغتان الهمز وترك الهمز.
(مُمَدَّدَةٍ (٦)) : العمد (٧) : جمع عمود ، وهو عند سيبويه اسم جمع. وقرئ بضمتين ، والعمود هو المستطيل من حديد أو خشب. والممددة : الطويلة.
__________________
(١) النازعات : ٤٥
(٢) عبس : ٣٨ ، ٣٩
(٣) المطففين : ١
(٤) الكشاف : ٢ ـ ٥٣٠
(٥) البلد : ٢٠ ، والهمزة : ٩
(٦) الهمزة : ٩
(٧) الآية : فى عمد ممددة.