فذهبت معه ، فقرأت عليهم القرآن ، فقال : انطلقوا بنا ، فإذا آثار نيرانهم ، وسألوا الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع فى أيديكم أوفر ما يكون لحما ، وكلّ بعر علف لدوابكم. ثم قال صلىاللهعليهوسلم : فلا تستجمروا بها ؛ فإنها طعام إخوانكم من الجن.
فإن قلت : يفهم من هذه الآية ، ومن قوله تعالى (١) : (يُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) ـ أنه لا ثواب للجن غير النجاة من العذاب.
والجواب من وجهين :
أحدهما أن الثواب مسكوت عنه. والثانى أن ذلك من قول الجن. ويجوز أن يكونوا لم يطّلعوا إلا على ذلك ، وخفى عليهم ما أعدّ الله لهم من الثواب ؛ ولذلك قيل : إن من الجن مقرّبين وأبرارا ، كما أن من الإنس كذلك. واختلف هل يكونون مع المؤمنين فى الجنة ويرون ربنا كالمؤمنين؟ فالصحيح أنهم فى ربض (٢) الجنة. والرؤية خاصة بالإنس.
(ماعون (٣)): قيل الزكاة. وقيل المال بلغة قريش. وقيل الماء. وقيل : كلّ ما يتعاطاه الناس بينهم ، كالآنية ، والفأس ، والدّلو ، والمقص. وقد سئل صلىاللهعليهوسلم : ما الشيء الذى لا يحل منعه؟ فقال : الماء والنار والملح. وفى بعض الطرق : الإبرة والخميرة.
(مَسَدٍ (٤)) : هو اللّيف. وقيل : المسد الحبل المحكم فتلا من أى شىء
__________________
(١) الأحقاف : ٣١
(٢) فى القاموس : الربض : سور المدينة ، والناحية.
(٣) الماعون : ٧ ، وهو ق الآية معرف : الماعون
(٤) المسد : ٥