لقاتلها. وقرأ ابن عباس سألت (١) ـ بفتح الهمزة والسين ـ بأى ذنب قتلت ـ بفتح القاف وسكون اللام وضم التاء. واستدل ابن عباس بهذه الآية على أنّ أولاد المشركين فى الجنة ؛ لأنّ الله ينتصر لهم ممن ظلمهم.
(ما أَحْضَرَتْ (٢)) : عبارة عن الحسنات والسيئات.
(ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٣)) : أى فى حياتها ، وأخّرت مما تركته بعد موتها من سنّة سنّتها أو وصية أوصت بها.
(ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٤)) : هذا توبيخ وعتاب ، معناه أىّ شىء غرّك بربك حتى كفرت به ، أو عصيته ، أو غفلت عنه ؛ فدخل فى الخطاب الكفّار ، وعصاة المؤمنين ، ومن يغفل عن الله فى كل الأحيان.
وروى أنه صلىاللهعليهوسلم قرأ : ما غرّك بربك الكريم ؛ فقال : غره جهله. وقال عمر : غرّه حمقه. وقرأ : إنه كان ظلوما جهولا. وقيل : غرّه الشيطان المسلّط عليه. وقيل : غره طمعه فى عفو الله عنه.
ولا تعارض بين هذه الأقوال ؛ لأن كلّ واحد منها مما يغرّ الإنسان ، إلا أنّ بعضها يغرّ قوما وبعضها يغرّ قوما آخرين.
فإن قيل : ما مناسبة وصفه بالكريم للتوبيخ على الغرور؟
فالجواب أن الكريم ينبغى أن يعبد ويطاع ؛ شكرا لإحسانه ، ومقابلة لكرمه. ومن لم يفعل ذلك فقد كفر النعمة ، وأضاع الشكر الواجب.
وقيل : إنه يخاطب العبد بالكرم تلقينا للمؤمن فى تذكره بكرمه ؛ فيقول :
__________________
(١) الآية : وإذا الموءودة سئلت.
(٢) التكوير : ١٤
(٣) الانفطار : ٥
(٤) الانفطار : ٦