فى الحج : فإن خير الزّاد التقوى. وقال فى الجمعة : قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة. والإجماع على أنّ يوم الجمعة أفضل من يوم عرفة للحديث : خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ، فيه تقوم الساعة ، وفيه خلق آدم ... الحديث.
(مَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ (١)) : قيل معناه من يؤمن بأنّ كل شىء بإذن الله يهد الله قلبه للتسليم والرضا بقضاء الله ؛ وهذا حسن ، إلّا أنّ العموم أحسن منه.
(مَا اسْتَطَعْتُمْ (٢)) : ما ظرفية ، وهذا ناسخ لقوله (٣) : (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ). وروى أنه لما نزلت هذه الآية شقّ ذلك على الناس حتى نزل : (مَا اسْتَطَعْتُمْ). وقيل : لا نسخ بينهما ؛ لأن (حَقَّ تُقاتِهِ) معناه فيما استطعتم ؛ إذ لا يمكن أن يفعل أحد إلّا ما يستطيع. فهذه الآية على هذا مبيّنة لتلك ؛ وتحرّز بالاستطاعة من الإكراه والنسيان ، وما يؤاخذ به العبيد.
(مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ (٤)) : هو بخلها وطمعها ، فمن وقيها وقى شرّ الدنيا والآخرة. وقيل : إنها نزلت فى الطلاق. ومعناها من يتّق الله فليطلق طلقة واحدة حسبما تقتضيه السنّة.
(يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٥)) بجواز الرجعة متى ندم على الطلاق.
وفى هذا المعنى روى عن ابن عباس أنه قال لمن طلّق ثلاثا : إنك لم تتّق الله فبانت منك امرأتك ، ولا أرى لك مخرجا ، أى لا رجعة لك.
__________________
(١) التغابن : ١١
(٢) التغابن : ١٦
(٣) آل عمران : ١٠٢
(٤) التغابن : ١٦
(٥) الطلاق : ٢