القيامة. واللغة تقتضى الوجهين ؛ لأن اللفظ من الأضداد. وقيل فى معناه : الموقد نارا ، من قولك : سجّرت القبور. واللغة أيضا تقتضى هذا. وروى أن جهنم فى البحر.
(ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ (١)) ؛ أى ما نقصناهم شيئا من ثواب أعمالهم ؛ بل وفّيناهم أجورهم. وقيل المعنى : ألحقنا ذرياتهم بهم ، وما نقصناهم شيئا من ثواب أعمالهم بسبب ذلك ؛ بل فعلنا ذلك تفضّلا زيادة إلى ثواب أعمالهم. والضمير على القولين يعود على الذين آمنوا. وقيل إنه يعود على الذرية. وفى الحديث : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إن الله يرفع ذرية المؤمن فى درجته وإن كانوا دونه فى العمل لتقرّ بهم عينه ، وكذلك كرامة الأبناء بسبب الآباء ؛ فقيل : إن ذلك فى الأولاد الذين ماتوا صغارا. وقيل على الإطلاق فى أولاد المؤمنين.
فإن قلت : لم قال (٢) : بإيمان بالتنكير؟
فالجواب أن المعنى بشيء من الإيمان لم يكونوا به أهلا لدرجة آبائهم ، ولكنهم لحقوا بهم كرامة للآباء ؛ فالمراد تقليل إيمان الذرية ، ولكنه رفع درجتهم ، فكيف إذا كان إيمانا عظيما.
(ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (٣)) : هذا جواب القسم (٤). والخطاب لقريش عن النبى صلىاللهعليهوسلم.
الضلال والغى (٥) ، والفرق بينهما أنّ الضلال بغير قصد والغى بقصد وتكسّب.
__________________
(١) الطور : ٢١
(٢) فى الآية نفسها : والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ...
(٣) النجم : ٢
(٤) القسم فى قوله تعالى : والنجم إذا هوى فى الآية التى قبلها.
(٥) فى ب : الغوى.