وأن يبلغ مفعول بالعكف (١). والمعنى صدّوكم عن المسجد الحرام ، وصدّوا الهدى عن أن يبلغ محله ، أو حبس المسلمين للهدى بينما ينظرون فى أمرهم.
(مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ (٢)) : أى وصفهم فيها ، وتمّ الكلام هنا ، ثم ابتدأ قوله (٣) : (وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ). وقيل : إن مثلهم فى الإنجيل عطف على مثلهم فى التوراة ، ثم ابتدأ قوله : كزرع ، وتقديره هم كزرع. والأول أظهر ؛ ليكون وصفهم فى التوراة بما تقدم من الأوصاف الحسان ، وتمثيلهم فى الإنجيل بالزرع المذكور بعد ذلك. وعلى هذا يكون [١٧٤ ب] المثل فى الإنجيل بمعنى التشبيه والتمثيل ، وعلى القول الآخر يكون المثل بمعنى الوصف ، كمثلهم فى التوراة.
(مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٤)) : وعد يعمّ جميع الصحابة رضوان الله عليهم ، وفى هذا تشريف لهم ؛ وكيف لا وقد ذكر الله مؤمن آل فرعون بكلمة قالها ينصر بها موسى إلى آخر الدهر ، فما بالك بمن شدّ الله بهم الدّين وأعلاه حتى عمّ جميع الأرضين ، وأغاظ الله بهم الكافرين ؛ اللهم بحرمتهم لديك اغفر لنا ولجميع ، المذنبين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين.
(ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ (٥)) : هذا ردّ على الكفّار فى إنكارهم البعث. ومعناه قد علمنا ما تنقص الأرض من لحومهم وعظامهم ، فلا يصعب علينا بعثهم. وفى الحديث : كلّ جسد ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب ، منه خلق ، وفيه يركب ؛ إشارة لكم أيها العبيد فى بقائه وتركيب الجسد منه.
__________________
(١) هذا بالأصلين.
(٢) الفتح : ٢٩
(٣) الفتح : ٢٩
(٤) الفتح : ٢٩
(٥) ق : ٤