واضع خرطومه عليه ؛ فإن ذكر العبد الله خنس ، وإن غفل عنه وسوس.
(ما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها (١)) : الآيات هنا المعجزات ، كقلب العصا حيّة ، وإخراج اليد بيضاء. وقيل البراهين والحجج العقلية ؛ والأول أظهر.
ومعنى أكبر من أختها : أنها فى غاية الكبر والظهور ، ولم يرد تفضيلها على غيرها من آياته ؛ إنما المعنى أنك إذا نظرت وجدت كبيرة ، وإذا نظرت غيرها وجدت كبيرة ؛ فهو كقول الشاعر (٢) :
من تلق منهم تقل لقيت سيّدهم
هكذا قال الزمخشرى (٣).
ويحتمل عندى أن يريد : ما نريهم من آية إلا هى أكبر مما تقدمها ؛ فالمراد أكبر من أختها المتقدمة عليها.
(مَهِينٌ (٤)) : المراد بذلك موسى ، ووصفه فرعون بالضعيف الحقير.
(مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (٥)) : فى معناها قولان :
أحدهما ـ لو نشاء لجعلنا بدلا منكم ملائكة يسكنون الأرض ويخلفون فيها بنى آدم ، فقوله : (مِنْكُمْ) متعلق ببدل المحذوف : أو ب (يَخْلُفُونَ).
والآخر ـ لو نشاء لجعلنا منكم ملائكة ؛ أى لولدنا منكم أولادا ملائكة
__________________
(١) الزخرف : ٤٨
(٢) عجزه كما فى الكشاف (٢ ـ ٣٥٣) : مثل النجوم التى يسرى بها السارى.
(٣) الكشاف : ٢ ـ ٣٥٣ ، وعبارته : الغرض بهذا الكلام أنهن موصوفات بالكبر لا يكدن يتفاوتن فيه.
(٤) الزخرف : ٥٢
(٥) الزخرف : ٦٠