(تَزْرَعُونَهُ (١)) المراد بالزراعة هنا إنبات ما يزرع ، وتمام خلقته ؛ لأن ذلك مما انفرد الله به ولا يدّعيه غيره ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا يقولنّ أحدكم زرعت ، ولكن يقول حرثت. وقد يقال لهذا زارع. ومنه قوله : يعجب الزرّاع.
(تَفَكَّهُونَ (٢)) ، أى تطرحون الفاكهة ، وهى المسرّة ، يقال : رجل فكه ، إذا كان مسرورا منبسط النّفس. ويقال تفكّه إذا زالت عنه الفاكهة فصار حزينا ، لأن صيغة (تَفْعَلْ) تأتى لزوال الشيء ، كقولهم : تحرّج وتأثّم إذا جانب الحرج والإثم ، فالمعنى صرتم تحزنون على الزرع لو جعله الله حطاما. وقد عبّر بعضهم عن تفكهون بأن معناه : تفجعون. وقيل : تندمون. وقيل تعجبون. وهذه معان متقاربة. والأصل ما ذكرناه.
(تَذْكِرَةً) ؛ أى تذكّر بنار جهنّم.
(تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ (٣)) : قال ابن عطية : أجمع المفسرون على أن الآية توبيخ للقائلين فى المطر إنه نزل بنوء كذا وكذا ؛ فالمعنى تجعلون شكر رزقكم التكذيب ، فحذف شكرا لدلالة المعنى عليه. وقرأ على بن أبى طالب : «وتجعلون شكركم أنكم تكذبون». وكذا قرأ ابن عباس ، إلا أنه قرأ (تُكَذِّبُونَ) ـ بضم التاء والتشديد ، كقراءة الجماعة. وقراءة على بن أبى طالب بفتح التاء وإسكان الكاف من الكذب ؛ أى يكذبون فى قولهم : نزل المطر بنوء كذا. ومن هذا المعنى قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يقول الله تعالى : «أصبح من عبادى مؤمن بى كافر بالكوكب ، وكافر بى مؤمن بالكوكب ؛ فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بى كافر بالكوكب ،
__________________
(١) الواقعة : ٦٤
(٢) الواقعة : ٦٥
(٣) الواقعة : ٨٢