على الصراط ـ على متن النار ، وعليه كلاليب مثل شوك السّعدان ، وكلّ مارّ عليه يذهل عن الأهل والإخوان ، وكيف لا والأنبياء يقولون اللهم سلّم سلم ؛ فإن عفا عنك مولاك جعل دار كرامته مأواك ، وإلّا فتسقط فيها لأنها مثواك ، وبئس مثوى المتكبرين. اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
(ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا (١)) : ما استفهامية ، ونبغى بمعنى نطلب. والمعنى أى شىء نطلب بعد هذه الكرامة ، وهى رد البضاعة مع الطعام.
ويحتمل أن تكون ما نافية ، ونبغى من البغى ؛ أى لا نتعدى على أخينا ولا نكذب على الملك.
(ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ (٢)) : جواب (لَمَّا). والمعنى أن ذلك لا يدفع ما قضى الله.
(ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ (٣)) : استشهدوا [١٥١ ا] بعلمهم لما ظهر من ديانتهم فى دخولهم (٤) أرضهم حين كانوا يجعلون الأكمّة فى أفواه إبلهم لئلا تنال زروع الناس.
(ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ (٥)) : فى شرعه وعادته.
(مَعاذَ اللهِ (٦)) : وعوذه وعياذه بمعنى واحد ؛ أى أستجير بالله.
__________________
(١) يوسف : ٦٥
(٢) يوسف : ٦٨
(٣) يوسف : ٧٣
(٤) فى الكشاف (١ ـ ٤٧٩) : فاستشهدوا بعلمهم لما ثبت عندهم من دلائل دينهم وأمانتهم فى كرّتى مجيئهم ومداخلتهم للملك ، ولأنهم دخلوا وأفواه رواحلهم مكعومة لئلا تتناول زرعا أو طعاما لأحد من أهل السوق ، ولأنهم ردوا بضاعتهم التى وجدوها فى رحالهم.
وهى عبارة أوضح.
(٥) يوسف : ٧٦
(٦) يوسف : ٧٩