(مَنْضُودٍ (١)) : أى مضموم بعضه فوق بعض.
(ما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (٢)) : الضمير للحجارة (٣) ، والمراد بالظالمين كفّار قريش ؛ فهذا تهديد لهم ؛ أى ليس الرّمى بالحجارة ببعيد منهم لأجل كفرهم.
وقيل الضمير للمدائن ؛ فالمعنى ليست ببعيد منهم ، فلا يعتبرون بها ؛ كقوله تعالى (٤) : (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ). وقيل : أراد الظالمين على العموم.
(ما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ (٥)) : يقال : خالفنى فلان إلى كذا ، إذا قصده وأنت مولّ عنه ، وخالفنى عنه إذا ولى عنه وأنت قاصده.
(فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ (٦)) : ما استفهامية بمعنى التوبيخ ، والخطاب للمسلمين. ومعنى فئتين أى طائفتين مختلفتين ، وهو منصوب على الحال.
والمراد بالمنافقين هنا ما قال ابن عباس إنها نزلت فى قوم كانوا بمكة مع المشركين ، فزعموا أنهم آمنوا ولم يهاجروا ؛ ثم سافر قوم منهم إلى الشام بتجارات ، فاختلف المسلمون هل يقاتلونهم ليغنموا تجارتهم ؛ لأنهم لم يهاجروا ، أو هل يتركونهم لأنهم مؤمنون.
وقال زيد بن ثابت : نزلت فى المنافقين الذين رجعوا عن القتال يوم أحد ، فاختلف الصحابة فى أمرهم. ويرد هذا : حتى يهاجروا.
__________________
(١) هود : ٨٢
(٢) هود : ٨٣
(٣) فى الآية التى قبلها : وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود.
(٤) الفرقان : ٤٠
(٥) هود : ٨٨
(٦) النساء : ٨٨