والتعب الذى لحقه فى سقى الغنم ؛ وأكثر ما يستعمل الذّود فى الغنم والإبل ، وربما استعمل فى غيرهما. ويقال : سنذودكم عن الجهل علينا ؛ أى سنكفّكم ونمنعكم. وفى حديث الحوض : إنى على الحوض أنتظر من يرد علىّ منكم فيجىء ناس ويذادون عنه ، فأقول : يا رب ؛ أمّتى ، أمّتى ؛ فيقال : أما شعرت ما عملوا بعدك إنهم ارتدّوا على أدبارهم فلا أراه يخلص منهم إلا همل النعم.
وروى الترمذى عن كعب بن عجرة رضى الله عنه ، قال : قال لى رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون بعدى ؛ فمن غشى أبوابهم فصدّقهم فى كذبهم ، وأعانهم على ظلمهم فليس منى ولست منه ، ولا يرد على الحوض. ومن غشى أبوابهم ولم يصدقهم فى كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو منى وأنا منه ، ويرد على الحوض. يا كعب بن عجرة ؛ الصلاة برهان ، والصبر جنّة حصينة ، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفئ الماء النار. يا كعب بن عجرة ؛ لا يربو لهم نبت من سحت (١) إلا كانت النار أولى به.
(تَصْطَلُونَ) : معناه تستدفئون بالنار من البرد ، ووزنه تفتعلون ، وهو مشتق من صلى بالنار ، والطاء فيه بدل من تاء.
(تنوأ بِالْعُصْبَةِ (٢)) : معناه تثقل. يقال : ناء به الجبل إذا أثقله. وقيل : معنى تنوء تنهض بتحمّل وتكلف. والوجه على هذا أن يقال إن العصبة تنوء بالمفاتح ، لكنه قلب ، كما جاء قلب الكلام عن العرب كثيرا ، ولا يحتاج إلى قلب على القول الأول.
(تَفْرَحْ) الفرح هنا هو الذى يقود إلى الإعجاب والطّغيان. ولذلك قال (٣) :
__________________
(١) ما جنت من المكاسب
(٢) القصص : ٧٦
(٣) القصص : ٧٦