فى ليلة القدر جملة واحدة ، ثم أنزل على مواقع النجوم ؛ [رسلا فى الشهور
والأيام.
قال أبو شامة :
قوله : رسلا ؛ أى رفقا ، وعلى مواقع النجوم ؛] أى على مثل مساقطها ؛ يريد أنزل مفرّقا يتلو بعضه بعضا
على تؤدة ورفق.
وقيل : يعنى
بالليلة المباركة ليلة النصف من شعبان ؛ وذلك باطل ، للآية : إنا أنزلناه ...
وقوله : شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن.
قيل : السرّ فى
إنزاله جملة إلى السماء الدنيا تفخيم أمره وأمر من نزل عليه ، وذلك بإعلام سكّان
السموات السبع أنّ هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم. وقد قربناه
إليهم لننزله إليهم. ولو لا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجّما بحسب
الوقائع لهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله ، ولكن الله باين بينه
وبينها ، فجعل له الأمرين : إنزاله جملة ، ثم إنزاله مفرّقا ؛ تشريفا للمنزل عليه.
ذكر ذلك أبو شامة فى المرشد الوجيز.
وقال الحكيم
التّرمذي : أنزل القرآن جملة إلى السماء الدنيا تسليما منه للأمة ما كان أبرز لهم
من الحظّ بمبعث محمد صلىاللهعليهوسلم ؛ وذلك أن بعثته كانت رحمة ، فلما خرجت الرحمة بفتح
الباب جاءت بمحمد صلىاللهعليهوسلم وبالقرآن فوضع القرآن ببيت العزة فى السماء الدنيا
ليدخل فى حدّ الدنيا ، ووضعت النبوة فى قلب محمد صلىاللهعليهوسلم ، وجاء جبريل بالرسالة ثم الوحى ، كأنه أراد تعالى أن
يسلّم هذه الرحمة التى كانت حظّ هذه الأمة من الله إلى الأمة.
__________________