(تزاور) (١) : أى تميل وتمور ؛ ولهذا قيل للكذب لأنه أميل عن الحق.
(تَقْرِضُهُمْ) : تخلّفهم وتجاوزهم ، وهو من القرض بمعنى القطع ، ومعنى هذا أن الشمس لا تصيبهم عند طلوعها ولا عند غروبها لئلا يحترقوا بحرّها ؛ فقيل : إن ذلك كرامة الله لهم ، وخرق عادة. وقيل : كان باب الكهف شماليا يستقبل بنات نعش ، فلذلك لا تصيبهم الشمس. والأول أظهر ؛ لقوله : ذلك من آيات الله. والإشارة إلى حجب الشمس عنهم إن كان خرق عادة ؛ وإن كان لكون بابهم إلى الشمال فالإشارة إلى أمرهم بالجملة.
(تَحْسَبُهُمْ) ؛ أى يظنهم من يراهم أيقاظا.
(تَعْدُ عَيْناكَ (٢)) ؛ أى تتجاوز عنهم إلى أبناء الدنيا. قال الزمخشرى (٣) : عداه إذا جاوزه ، فهذا الفعل يتعدى بنفسه ، وإنما تعدى هنا بعن لأنه تضمّن معنى [نبت (٤)] عينه عن الرجل إذا احتقره.
(تَذْرُوهُ الرِّياحُ (٥)) ؛ أى تفرقه. ومعنى المثل تشبيه الدنيا فى سرعة فنائها بالزرع فى فنائه بعد خضرته.
(تخذت) : بمعنى اتخذت ، أى أخذت طعاما تأكله.
(تَنْفَدَ) : تفنى (٦). وفى الآية إخبار عن اتساع علم الله تعالى. والكلمات هى المعانى القائمة بالنفس ، وهى المعلومات ؛ فمعنى الآية : لو كتب علم الله بمداد البحر لنفد البحر ولم ينفد علم الله ؛ وكذلك لو جىء ببحر مثله ، وذلك أن البحر متناه (٧) وعلم الله غير متناه.
__________________
(١) الكهف : ١٧
(٢) الكهف : ٢٨
(٣) الكشاف : ١ ـ ٥٦٧
(٤) بياض بالأصل ، أكملناه من الكشاف.
(٥) الكهف : ٤٥
(٦) الكهف : ١١٠
(٧) له نهاية.