أى تعرفوا خبر يوسف وأخيه ، وإنما لم يذكر الولد الثالث لأنه بقى هناك اختيارا منه ؛ لأن يوسف وأخاه كانا أحبّ إليه.
(تَيْأَسُوا) : تقنطوا.
(تَغِيضُ (١) الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ) ؛ أى تنقص. وتزداد من الزيادة ، فقيل : إن الإشارة إلى دم الحيض ، فإنه يقل ويكثر. وقيل للولد ؛ فالغيض السقط أو الولادة لأقل من تسعة أشهر. والزيادة البقاء أكثر من تسعة أشهر. ويحتمل أن تكون (ما) فى قوله ما تحمل وما تغيض وما تزداد موصولة أو مصدرية.
(تَهْوِي (٢) إِلَيْهِمْ) : تقصدهم بجد وإسراع ؛ ولهذه الدعوة حبّب الله حجّ البيت إلى الناس ، على أنه قال : (مِنَ النَّاسِ) بالتبعيض. قال بعضهم : لو قال أفئدة الناس لحجّته فارس والروم.
(تَسْرَحُونَ) ؛ أى حين تردّونها بالغداة إلى الرعى.
(وتُرِيحُونَ) حين تردّونها بالعشىّ إلى المنازل ؛ وإنما قدم (٣) تريحون لأن جمال الأنعام بالعشى أكثر ؛ لأنها ترجع وبطونها ملأى وضروعها حافلة.
(تَمِيدَ (٤)) : تتحرك ، وهو فى موضع مفعول من أجله. والمعنى أنه ألقى الجبال فى الأرض لئلا تميد الأرض. وروى أن الله لما خلق الأرض جعلت تمور ، فقالت الملائكة : لا يستقر على ظهرها أحد ، فأصبحت وقد أرسيت بالجبال.
(تَخَوُّفٍ (٥)) فيه وجهان :
أحدهما ـ أنّ معناه على تنقّص ، أى ينتقص أموالهم وأنفسهم شيئا بعد شىء
__________________
(١) الرعد : ٩
(٢) إبراهيم : ٣٧
(٣) النحل : ٦
(٤) النحل : ١٥
(٥) النحل : ٤٦