ويكره أن يقول نسيت آية كذا ، بل أنسيتها ، للحديث الصحيح فى النهى عن ذلك.
والأئمة الثلاثة على وصول ثواب القراءة للميّت. ومذهبنا خلافه ، للآية (١) : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).
وقد طوّلنا الكلام هنا فلنرجع إلى المقصود لأن هذا الكتاب لا يسع ذلك. وقد أودعنا أكثره فى كتابنا الإتقان فى علوم القرآن (٢).
(راقٍ (٣)) : صاحب رقية ، يعنى قال أهل المريض من يرقيه حتى يشفيه الله. وقيل إن الملائكة تقول : من يرقى بروحه حتى يصعد بها إلى السماء ، فالأولى من الرقية وهو أشهر ، والثانى من الرقى إلى العلو.
(تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٤)) : قيل الراجفة النفخة الأولى فى الصّور. والرادفة النّفخة الثانية ، لأنها تتبعها ، ولذلك سماها رادفة ، من قولك : ردفت الشيء إذا تبعته. وفى الحديث : أن بينهما أربعين يوما.
وقيل الراجفة الموت ، والرادفة القيامة. وقيل الراجفة الأرض ، من قولك ترجف الأرض والجبال. والرادفة السماء ، لأنها تنشقّ يومئذ.
والعامل فى يوم ترجف محذوف وهو الجواب المقدر ، تقديره لتبعثنّ يوم ترجف الراجفة ، وإن جعلنا يوم ترجف الجواب فالعامل فى يوم معنى قوله : قلوب يومئذ واجفة ، ويكون تتبعها الرادفة فى موضع الحال.
__________________
(١) النجم : ٢٩
(٢) ارجع إليه إن أردت (٢٩٢ ـ ٣١٤) من الجزء الأول.
(٣) القيامة : ٢٧
(٤) النازعات : ٧