ويليه من كان يختم فى كل ثلاث ، وهو حسن. وكره جماعة الختم فى أقل من ذلك ، لما روى أبو داود والتّرمذي ـ وصحّحه ، من حديث عبد الله بن عمر ـ مرفوعا : لا يفقه من قرأ القرآن فى أقل من ثلاث.
ويليه من ختم فى أربع ، ثم فى خمس ، ثم فى ست ، ثم فى سبع ؛ وهذ أوسط الأمور وأحسنها ، وهو فعل الأكثرين من الصحابة وغيرهم.
ويلى ذلك من ختم فى ثمان ، ثم فى عشرة ، ثم فى شهر ، ثم فى شهرين.
أخرج ابن أبى داود ، عن مكحول ، قال : كان أقوياء أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرءون القرآن فى سبع. وبعضهم فى شهر. وبعضهم فى شهرين. وبعضهم فى أكثر من ذلك.
وقال أبو الليث ـ فى البستان : ينبغى للقارئ أن يختم فى السنة مرّتين إن لم يقدر على الزيادة.
وقد روى الحسن بن زياد عن أبى حنيفة ، قال : من قرأ القرآن فى كل سنة مرّتين فقد أدّى حقّه ؛ لأن النبىّ صلىاللهعليهوسلم عرض على جبريل فى السنة التى قبض فيها مرتين.
وقال غيره : يكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يوما بلا عذر.
وقال النووى فى الأذكار : المختار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ؛ فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له كمال فهم ما يقرأ ، وكذلك من كان مشغولا بنشر العلم ، أو فصل الحكومات ، أو غير ذلك من مهمات الدين والمصالح العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له ولا فوات كماله. وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين