شيخ أبى حيان فى كتاب سماه «البرهان» فى مناسبة ترتيب سور القرآن. ومن أهل العصر الشيخ برهان الدين البقاعى (١) فى كتاب سماه نظم الدرر فى تناسب الآى والسور. وكتابى الذى صنفته فى أسرار التنزيل كافل بذلك. جامع لمناسبات السور والآيات مع ما تضمنه مرتبا (٢) من جميع وجوه الإعجاز وأساليب البلاغة ، وقد لخصت منه مناسبات السور خاصة فى جزء لطيف سميته تناسق الدرر فى تناسب السور.
وعلم (٣) المناسبة علم شريف قلّ اعتناء المفسرين به لدقته ، وممن أكثر منه الإمام فخر الدين ، وقال فى تفسيره : أكثر لطائف القرآن مودعة فى الترتيبات والروابط.
وأول من سبق إلى هذا العلم الشيخ أبو بكر النيسابورى ، وكان كثير العلم فى الشريعة والأدب ، وكان يقول على الكرسى إذا قرئت (٤) عليه الآية : لم جعلت هذه الآية إلى جنب هذه؟ وما لحكمة فى جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وكان يزرى على علماء بغداد ، لعدم علمهم بالمناسبة.
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام (٥) : المناسبة علم حسن ، لكن يشترط
__________________
(١) هو إبراهيم بن عمر برهان الدين البقاعى ، منسوب إلى بقاع ، من بلاد سورية ، مؤرخ أديب ، توفى سنة ٨٨٥ (البدر الطالع : ١ ـ ١٩).
(٢) فى الإتقان : مع ما تضمنه من بيان وجوه الإعجاز.
(٣) البرهان : ١ ـ ٣٥
(٤) فى الإتقان : إذا قرئ. وفى البرهان : إذا قرئ عليه الآية.
(٥) هو الإمام عبد العزيز بن عبد السلام المشهور بالعز ، ولد سنة ٥٧٧ ، وتوفى سنة ٦٦٠ (طبقات الشافعية : ٥ ـ ٨٠).