متعلّقه ، ولم أر من أورد له مثالا من القرآن. وقد ظفرت بآية منه ؛ وهى قوله تعالى (١) : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ. قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ).
[التسليم]
ومنها التسليم ؛ وهو أن يفرض المحال ، إما منفيّا أو مشروطا بحرف الامتناع ، ليكون المذكور ممتنع الوقوع لامتناع وقوع شرطه ، ثم يسلّم وقوع ذلك تسليما جدليا ، ويدل على عدم فائدة ذلك على تقدير وقوعه ؛ كقوله تعالى (٢) : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ ، إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ ، وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ). المعنى ليس مع الله من إله ، ولو سلّم أن مع الله إلها لزم من ذلك التسليم ذهاب كل إله من الاثنين بما خلق ، وعلوّ بعضهم على بعض ، فلا يتم فى العالم أمر ، ولا ينفذ حكم ، ولا تنتظم أحواله. والواقع خلاف ذلك ، ففرض إلهين فصاعدا محال ؛ لما يلزم عليه من المحال.
[الإسجال]
ومنها الإسجال ؛ وهو الإتيان بألفاظ تسجّل على المخاطب وقوع ما خوطب به ، نحو قوله تعالى (٣) : (رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ). ((٤) رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ) ؛ فإن فى ذلك إسجالا بالإيتاء والإدخال ، حيث وصفا بالوعد من الله الذى لا يخلف وعده.
[الانتقال]
ومنها الانتقال ؛ وهو أن ينتقل المستدلّ إلى استدلال غير الذى كان آخذا فيه ، لكون الخصم لم يفهم وجه الدلالة من الأول ، كما جاء فى مناظرة الخليل الجبار
__________________
(١) التوبة : ٦١
(٢) المؤمنون : ٩١
(٣) آل عمران : ١٩٤
(٤) غافر : ٨