إماتته فإما أن تنفذ (١) إرادتهما فيتناقض ؛ لاستحالة تجزئ الفعل إن فرض الاتفاق ، أو لامتناع اجتماع الضدين إن فرض الاختلاف ، وإما ألا تنفذ إرادتهما فيؤدى إلى عجزهما ، أو لا تنفذ إرادة أحدهما فيؤدّى إلى عجزه ، والإله لا يكون عاجزا.
فصل
[السبر والتقسيم]
من الأنواع المصطلح عليها فى علم الجدل السّبر والتقسيم.
ومن أمثلته فى القرآن قوله تعالى (٢) : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ...) الآيتين ؛ فإن الكفار لما حرّموا ذكور الأنعام تارة وإناثها أخرى رد تعالى ذلك عليهم بطريق السّبر والتقسيم ، فقال : إن الخلق لله ، خلق من كل زوج مما ذكر ذكرا وأنثى ، فممّ جاء تحريم ما ذكرتم؟ وما علته؟ لا يخلو إما أن يكون من جهة الذكورة أو الأنوثة ، أو اشتمال الرحم الشامل لهما ، أو لا يدرى له (٣) علة ، وهو التعبّدى ، بأن أخذ ذلك عن الله ، والأخذ عن الله إما بوحى ، أو إرسال رسول ، أو سماع كلامه ومشاهدة تلقّى ذلك عنه ، وهو فى معنى قوله (٤) : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللهُ بِهذا).
فهذه وجوه التحريم لا تخرج عن وجه (٥) منها :
والأول يلزم عليه أن تكون جميع الذكور حراما.
__________________
(١) فى ب : تتعذر.
(٢) الأنعام : ١٤٣
(٣) فى الإتقان : أى ما علته.
(٤) الأنعام : ١٤٤
(٥) فى الإتقان : عن واحد منها.