ومنها الإشارة إلى عدم دخول الجملة الأولى ؛ نحو (١) : (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ). فإنّ (وَيَمْحُ اللهُ) استئناف لا داخل فى حكم الشرط.
ومنها مراعاة الجناس ؛ ومنه (٢) : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ...) السورة ، ذكره الشيخ عز الدين ، ومثّله ابن الصائغ بقوله (٣) : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) ثم قال : (عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ، كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) ؛ فالمراد بالإنسان الأول الجنس ، وبالثانى آدم ، أو من يعلم الكتابة ، أو إدريس ؛ وبالثالث أبو جهل.
ومنها مراعاة الترصيع وتوازن الألفاظ فى التركيب ، ذكره بعضهم فى قوله (٤) : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى).
ومنها أن يتحمل ضميرا لا بد منه ؛ ومنه (٥) : (أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها). لو قال استطعماها لم يصح ؛ لأنهما لم يستطعما القرية ، أو استطعماهم فكذلك ؛ لأن جملة استطعما صفة لقرية النكرة لا لأهل ، فلا بد أن يكون فيها ضمير يعود إليها ، ولا يمكن إلا مع التصريح بالظاهر ، كذا حرره السبكى فى جواب سأله الصلاح الصفدى فى ذلك ، قال الصفدى (٦) :
أسيّدنا قاضى القضاة ومن إذا |
|
بدا وجهه استحيا له القمران |
[٦١ ا] ومن كفّه يوم النّدى ومداده (٧) |
|
على طرسه بحران يلتقيان |
__________________
(١) الشورى : ٢٤
(٢) الناس : ١
(٣) العلق : ٢ ، ٥ ، ٦
(٤) البقرة : ٢٨٢
(٥) الكهف : ٧٧
(٦) الإتقان : ٣ ـ ٢١٩
(٧) فى الإتقان : ويراعه