ومنها قصد التوصل بالظاهر إلى الوصف ؛ ومنه (١) : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ) بعد قوله (٢) : (إِنِّي رَسُولُ اللهِ) ، ولم يقل : فآمنوا بالله ربى ، ليتمكّن من إجراء الصفات التى ذكرها ؛ ليعلم أن الذى وجب الإيمان به والاتباع له هو من وصف بهذه الصفات ، ولو أتى بالضمير لم يمكن ذلك لأنه لا يوصف.
ومنها التنبيه على علّية الحكم ؛ نحو (٣) : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ). ((٤) فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً). ((٥) فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ). ولم يقل لهم ؛ إعلاما بأن من عادى هؤلاء فهو كافر ، وإن الله إنما عاداه لكفره. ((٦) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ). ((٧) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ). ((٨) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً).
ومنها قصد العموم ؛ نحو (٩) : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ). ولم يقل إنها ؛ لئلا يتوهم تخصيص ذلك بنفسه. ((١٠) أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا). ((١١) وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً).
ومنها قصد الخصوص ؛ نحو (١٢) : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ) ـ لم يقل لك تصريحا بأنه خاص به.
__________________
(١) الأعراف : ١٥٩
(٢) الأعراف : ١٥٩
(٣) الأعراف : ١٦٢
(٤) البقرة : ٥٩
(٥) البقرة : ٩٨
(٦) يونس : ١٧
(٧) الأعراف : ١٧
(٨) الكهف : ٣٠
(٩) يوسف : ٥٣
(١٠) النساء : ١٥١
(١١) النساء : ٣٧
(١٢) الأحزاب : ٥