رابعها ـ الحال المؤكدة ؛ نحو (١) : (وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا). ((٢) وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ). ((٣) وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً). ((٤) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ). ((٥) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ). [٥٧ ا] وليس منه : ((٦) وَلَّى مُدْبِراً) ؛ لأن التولى قد لا يكون إدبارا ، بدليل قوله (٧) : (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) ـ ولا : ((٨) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً) ، لأن التبسم قد لا يكون ضحكا. ولا : ((٩) وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) ؛ لاختلاف المعنيين ؛ إذ كونه حقا فى نفسه غير كونه مصدقا لما قبله.
* * *
النوع الرابع ـ التكرير ؛ وهو أبلغ من التأكيد ، وهو من محاسن الفصاحة ، خلافا لبعض من غلط. وله فوائد :
منها : التقرير : وقد قيل : إن الكلام إذا تكرر تقرر ، وقد نبه تعالى على السبب الذى لأجله كرر القصص والإنذار بقوله (١٠) : (وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً).
ومنها : التأكيد.
ومنها : زيادة التنبيه على ما ينفى التهمة ؛ ليكمل تلقّى الكلام بالقبول ؛ ومنه (١١) : (وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ. يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ) ؛ فإنه كرر فيه النداء لذلك.
ومنها إذا طال الكلام وخشى تناسى الأول أعيد ثانيا تطرية له وتجديدا
__________________
(١) مريم : ٣٣
(٢) البقرة : ٦٠
(٣) النساء : ٧٩
(٤) البقرة : ٨٣
(٥) ق : ٣١
(٦) النمل : ١٠
(٧) البقرة : ١٤٤
(٨) النمل : ١٩
(٩) البقرة : ٩١
(١٠) طه : ١١٣
(١١) غافر : ٣٨ ، ٣٩