لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) ، وليس من المشركين مزكّ ، والنكتة الحثّ المؤمنين على أدائها ، والتحذير من المنع منها حيث جعلها من أوصاف المشركين.
والثانى يكون بأنواع :
أحدها ـ دخول حرف فأكثر من حروف التأكيد الآتية فى نوع الأدوات ؛ وهى : إنّ ، وأنّ ، ولام الابتداء ، والقسم ، وألا الاستفتاحية ، وأما ، وها التنبيه ، وكأن فى تأكيد التشبيه ، ولكن فى تأكيد الاستدراك ، وليت فى تأكيد التمنى ، ولعل فى تأكيد الترجى ، وضمير الشأن ، وضمير الفصل ، وإما فى تأكيد الشرط ، وقد ، والسين. وسوف ، والنونان فى تأكيد الفعلية ، ولا التبرئة ، ولن ولمّا فى تأكيد النفى. وإنما يحسن تأكيد الكلام بها إذا كان المخاطب بها منكرا أو مترددا.
ويتفاوت التأكيد بحسب قوة الانكار وضعفه ؛ كقوله تعالى حكاية عن رسل عيسى إذ كذبوا فى المرة الأولى (١) : (إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ). فأكد بأن ، واسمية الجملة. وفى المرة الثانية (٢) : (رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ). فأكد بالقسم ، وإن ، واللام ، واسمية الجملة ؛ لمبالغة المخاطبين فى الإنكار ، حيث قالوا : ((٣) ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا ، وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ).
وقد يؤكد بها والمخاطب به غير منكر ، لعدم جريه على مقتضى إقراره. فينزل منزلة المنكر.
وقد يترك التأكيد وهو معه منكر ؛ لأن معه أدلة ظاهرة لو تأملها لرجع عن إنكاره ؛ وعلى ذلك يخرج (٤) : (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ
__________________
(١) يس : ١٤
(٢) يس : ١٦
(٣) يس : ١٥
(٤) المؤمنون : ١٥ ، ١٦